فصل: المقصد الثاني في أنساب العرب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.النوع الثاني عشر: معرفة أنساب الأمم من العرب والعجم:

ويحتاج إليه الكاتب في المكاتبات: لأنه بصدد أن يكتب عن ملكه إلى أمير قبيلة من العرب، أو ملك أمة من الأمم؛ فما لم يكن عارفاً بأنسابها، كان قاصراً فيما يكتبه من ذلك. ومن غريب ما وقع في ذلك أن ملك البرنو من ملوك السودان كتب كتاباً إلى الأبواب السلطانية، بالديار المصرية في الدولة الظاهرية برقوق يذكر فيه أنه المجاورين لهم من عرب جذام قد أغاروا عليهم وسبوا جماعة من نسائهم وذراريهم وباعوهم بالديار المصرية وما حولها، ثم قال: ونحن من ذرية سيف بن ذي يزن العربي القرشي فخلط القحطانية بالعدنانية، لأن سيف بن ذي يزن من بقايا التبابعة من حمير من القحطانية، وقريش من العدنانية، وناهيك بذلك عيباً أن لو وقع من كاتب معتبر.
ويشتمل الغرض منه على ثلاثة مقاصد:

.المقصد الأول: معرفة عمود النسب النبوي:

من النبي صلى الله عليه وسلم إلى آدم، من حيث إن سائر الأنساب تتعلق به وترجع في القرب والبعد إليه وها أنا أورده على ما أورده ابن إسحاق في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وتبعه عليه ابن هشام في سيرته إذ كان عمدة في هذا الباب، فأقول: هو محمد رسول الله، بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب ابن لؤي، بن غالب، بن فهرن بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، ابن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان، بن أدد، بن مقوم، بن ناحور، بن تيرح، بن يعرب، بن يشجب بن نابت، بن إسماعيل، ابن إبراهيم الخليل عليهما السلام ابن تارح، وهو آزر، بن أرغو، بن فالغ، ابن عابر، بن أرفحشذ، بن سام، بن نوح عليهم السلام، ابن يرد، بن مهليل، بن قيني، بن تاتش، بن شيث، بن آدم عليه السلام.
قال النووي: والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنا، وليس فيما بعده إلى آدم طريق صحيح وفيما بعد عدنان، إلى إسماعيل عليه السلام خلاف كثير، قال القضاعي في عيون المعارف في أحكام الخلائف: وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجاوزوا معد بن عدنان، كذب النسأبون». ثم قرأ: {وقروناً بين ذلك كثيراً} ولو شاء أن يعلمه لعلمه قال: والصحيح أنه من قول ابن مسعود رضي الله عنه.

.المقصد الثاني في أنساب العرب:

وفيه مهيعان:

.المهيع الأول في أمور تجب معرفتها قبل الخوض في النسب:

وأول ما تجب معرفته من ذلك من يقع عليه لفظ العرب قال الجوهري: العرب جيل من الناس وهم أهل الأمصار، والأعراب سكان البادية، والنسبة إلى العرب عربي، وغلى الأعراب أعرابي. والتحقيق إطلاق لفظ العرب على الجميع، وأن الأعراب نوع من العرب؛ ثم اتفقوا على تنويع العرب إلى نوعين: عاربة ومستعربة.
فالعاربة هم العرب الأول الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداءً فتكلموا بها. قال الجوهري: وربما قيل لهم المتعربة. وقد اختلف في العاربة والمستعربة فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هي عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وعبد ضخم وجرهم الأولى، ومن في معناهم. والمستعربة بنو قحطان بن عابر ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وبنو إسماعيل عليه السلام لأن لغة عابر وإسماعيل كانت سريانية أو عبرانية، فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم كعاد ونحوهم، وتعلم إسماعيل العربية من جرهم من بني قحطان النازيلين على إسماعيل وأمه بمكة. وذهب آخرون، ومنهم المؤيد صابح حماه إلى أن بني قحطان هم العاربة، وأن المستعربة هم بنو إسماعيل فقط، والذي رجحه صاحب العبر الأول.
ثم قد قسم المؤرخون العرب أيضاً إلى بائدة وغيرها، فالبائدة هم الذين بادوا ودرست آثارهم كعاد، وثمود وطسم، وجديس، وغير البائدة هم الباقون في القرون المتأخرة بعد ذلك من القحطانية: كطيء، ولخم، وجذام ونحوهم، ومن العدنانية كفزارة وسليم وقريش، ومن في معناهم. ثم قد عد الماوردي وغيره طبقات أنساب العرب ست طبقات.
الطبقة الأولى: الشعب بفتح الشين، وهو النسب الأبعد الذي تنسب إليه القبائل كعدنان، ويجمع على شعوب؛ وسمي شعباً لأن القبائل تتشعب منه.
الطبقة الثانية: القبيلة، وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومضر، وتجمع على قبائل، وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها، وربما سميت القبائل جماجم.
الطبقة الثالثة: العمارة بكسر العين، وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة وتجمع على عمائر وعمارات.
الطبقة الرابعة: البطن وهي ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف، وبني مخزوم وتجمع على بطون وأبطن.
الطبقة الخامسة: الفخذ، وهي ما انقسم فيه أنساب البطن: كبني هاشم، وبني أمية، ويجمع على أفخاذ.
الطبقة السادسة: الصيلة، بالصاد المهلمة. وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العباس وبني أبي طالب، وتجمع على فصائل؛ والبطن تجمع الأفخاذ، والعمارة تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع القبائل. قال النووي: وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة، قال الجوهري: وعشيرة الرجل رهطه الأدنون. وحكى أبو عبيدة عن ابن الكلبي عن أبيه تقديم الشعب على القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم الفخذ، فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها قبل الفخذ. وبالجملة فأكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المذكورة: القبيلة، ثم البطن، وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة، وربما عبروا عن كل من الطبقات الست بالحي، إما بالعموم مثل أن يقال حي من العرب، وإما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان.
ومما يجب على الناظر في الأنساب أن يعرف عشرة أمور.
الأول: قال الماوردي: إذا تباعدت الأنساب، صارت القبائل شعوباً، والعمائر قبائل؛ يعني وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطوناً، والفصائل أفخاذاً، والحادث من النسب بعد ذلك فصائل.
الثاني: قد ذكر الجوهري أن القبيلة هم بنو أب واحد، وقال ابن حزم: جميع قبائل العرب راجعة غل أب واحد سوى ثلاث قبائل، وهي: تنوخ، والعتق، وغسان فإن كل قبيلة منهم من عدة بطون، وذلك أن تنوخاً اسم لعشر قبائل اجتمعوا وأقاموا بالبحرين، فسموا بتنوخ أخذاً من التتنخ وهو المقام؛ والعتق جمع اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم فظفر بهم فأعتقهم فسموا بذلك؛ وغسان عدة بطون من الأزد نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به.
الثالث: تخصيص الرجل من رجال العرب بانتساب القبيلة إليه دون غيره من قومه بأن يشهر اسمه بهم لرياسة، أو شجاعة، أو كثرة ولد، أو غيره فتنسب بنوه وسائر أعقابه إليه، وربما انضم إلى النسبة إليه غير أعقابه من عشيرته كإخوته ونحوهم، فيقال فلان الطائي، فإذا أتى من عقبه من اشتهر منهم أيضاً بسبب من الأسباب المتقدمة نسبت إليه بنوه، وجعلت قبيلة ثانية؛ فإذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم، وقريش، ومضر، وعدنان، جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينسب إلى الجميع: فيجوز لبني هاشم أن ينسبوا إلى هاشم، وغلى قريش، وإلى مضر، وإلى عدنان، فيقال في أحدهم الهاشمي، والقرشي، والمضري، والعدناني، بل قال الجوهري: إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة: الكلبي استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى. ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى: مثل أن يقال: القرشي العدوي وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا، فيقال العدوي القرشي.
الرابع: قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينسب إليهم، فيقال: فلان حليف بني فلان أو مولاهم.
الخامس: إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى، جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى، وأن ينسب إلى القبيلة الثانية التي دخل فيها، وأن ينسب إليهما جميعاً مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي، أو الوائلي ثم التميمي وما أشبه ذلك.
السادس: القبائل في الغالب تسمى باسم أبي القبيلة: كربيعة ومضر، والأوس والخزرج، وما أشبه ذلك، وقد تسمى القبيلة باسم الأم: كخندف، وبجيلة ونحوهما، وقد تسمى باسم خاصة خصت أصل تلك القبيلة ونحو ذلك. ورما وقع النسب على القبيلة لحدوث سبب كغسان، حيث نزلوا على ماء باليمن كسعد والحارث وغيرهما.
السابع: أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب.
أولها: أن يطلق على القبيلة لفظ الأب كعاد، وثمود، ومدين، ومن شاكلهم؛ وبذلك ورد القرآن الكريم {وإلى عاد}، {وإلى ثمود}. {وإلى مدين} يريد بني عاد، وبني ثمود، وبني مدين، ونحو ذلك؛ وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام بخلاف البطون والأفخاذ ونحو ذلك.
وثانيها: أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة: فيقال بنو فلان؛ وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ.
وثالثها: أن يراد ذكر القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبين والجعافرة ونحوهما، وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم.
ورابعها: أن يعبر عنها بآل فلان: كآل ربيعة، وآل فضل، وآل مر، وآل علي، وما أشبه ذلك؛ وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة، لا سيما في عرب الشام في زماننا. والمراد بالآل الأهل.
وخامسها: أن يعبر عنها بأولاد فلان؛ ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين من أفخاذ العرب على قلة، كقولهم: أولاد زعازع، وأولاد قريش ونحو ذلك.
الثامن: أسماء غالب العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم، مما يخالطونه ويجاورونه، إما من الحيوان المفترس كأسد، ونمر، وإما من النبات كنبت، وحنظلة، وإما من الحشرات حية، وحنش، وإما من أجزاء الأرض كفهر، وصخر ونحو ذلك.
التاسع: الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء: ككلب، وحنظلة، ومرة، وضرار، ورب، وما أشبه ذلك؛ وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماءك كفلاح ونجاح، ونحوهما. والمعنى في ذلك ما حكي أنه قيل لأبي الدقيش الكلابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح؟ فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا. يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا لهم شر الأسماء والعبيد معدة لأنفسهم فاختاروا لأنفسهم خير الأسماء.
العاشر: إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان: كالحارث والحارث، وأحدهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود، عبروا عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر، وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر، وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبر من الآخر.

.المهيع الثاني في معرفة تفاصيل أنساب العرب:

واعلم أن العرب على قسمين:
القسم الأول العرب البائدة وهم الذين بادوا، ودرست آثارهم، وانقطعت تفاصيل أخبارهم إلا القليل؛ والمشهور منهم قبائل.
القبيلة الأولى: عاد، وهم بنو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وكانت منازلهم بالأحقاف بين اليمن وعمان: من البحرين إلى حضرموت والشحر؛ وهم الذين بعث الله تعالى إليهم هوداً عليه السلام فلم يؤمنوا فأهلكهم بالريح كما ورد به القرآن الكريم.
القبيلة الثانية: ثمود، وهم بنو ثمود بن جاثر، ويقال كاثر بالكاف بدل الجيم. ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وكانت منازلهم بالحجر ووادي القرى، بين الحجاز والشام؛ وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال مراعاة لطول أعمارهم. بعث الله تعالى إليهم صالحاً عليه السلام فلم يؤمنوا، فأهلكهم الله بصيحة من السماء كما ورد في القرآن الكريم.
القبيلة الثالثة: العمالقة: وهم بنو عمليق ويقال عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح؛ وهم أمة عظيمة يضرب بهم المثل في الطول والجثمان. قال الطبري: وتفرقت منهم أمم في البلاد، فكان منهم أهل عمان، والبحرين، والحجاز، وملوك العراق، والجزيرة، وجبابرة الشام، وفراعنة مصر.
القبيلة الرابعة: طسم، وهم بنو طسم، قال ابن الكلبي: وهم بنو طسم ابن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وذكر الجوهري أنهم من عاد، قال: وكانت منازلهم الأحقاف باليمن. وذكر في العبر أن ديارهم كانت باليمامة؛ وكان هلاكهم بالحرب بينهم وبين إخوانهم جديس الآتي ذكرهم.
القبيلة الخامسة: جديس؛ وهم بنو جديس بن إرم بن سام بن نوح، وقال الطبري: جديس بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وكانت مساكنهم بجوار طسم المقدم ذكرهم، وكان هلاكهم بالحرب بينهم وبين المذكورين أيضاً.
القبيلة السادسة: عبد ضخم، وهم بنو عبد ضخم بن إرم بن سام بن نوح. قال في العبر: كانوا يسكنون الطائف فهلكوا فيمن هلك. قال: ويقال إنهم أول من كتب بالخط العربي.
القبيلة السابعة: جرهم الأولى. قال ابن سعيد: وهم قبيلة من العرب كانوا على عهد عاد فبادوا.
القبيلة الثامنة: مدين، وهم بنو مدين بن إبراهيم عليه السلام؛ وهم أمة كبيرة قبائل وشعوب؛ وكانت ديارهم ديار عاد وأرض معان من أطراف الشام مما يلي الحجاز قريباً من عشيرة قوم لوط بعث الله إليهم شعيباً فلم يؤمنوا.
القسم الثاني من العرب الباقية أعقابهم على تعاقب الزمان وأكثر من تدعو حاجة الكاتب إلى معرفته من بقي أعقابه منهم متفرقة في أقطار الأرض إلى الآن، وهم على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول العرب العاربة:
قال الجوهري: ويقال فيهم العرب العرباء، وهم بنو قحطان، بن عابر، ابن شالخ بن ارفحشذ، بن سام، وبن نوح عليه السلام، وهم عرب اليمن والمشهور منهم شعبان.
الشعب الأول: جرهم بضم الجيم وسكون الراء وضم الهاء وهم بنو جرهم بن قحطان، وهم غير جرهم الأولى المقدم ذكرها في جملة العرب البائدة.
وكانت منازلهم أولاً اليمن، ثم انتقلوا إلى الحجاز فنزلوه، فأقاموا به حتى كان من نزول إسماعيل عليه السلام مع أبيه مكة ما كان، فنزلوا عليه بمكة، واستوطنوها على ما سيأتي ذكره في الكلام على العرب المستعربة إن شاء الله تعالى.
الشعب الثاني: يعرب وهم بنو يعرب بن قحطان المقدم ذكره. ويقال إن العرب إنما سميت عرباً به، وهو أصل عرب اليمن الذين أقاموا به ومنه تناسلوا فولد له يشجب، وولد يشجب سبأ، ومنه تفرعت جميع قبائلهم.
ومرجع المشهور فيه إلى قبيلتين.
القبيلة الأولى: حمير، وهم حمير بن سبإ بكسر الحاء واسمه العرنجج. وقد ذكر ابن الكبي: أنه كان لحمير عشرة أولاد من عقبه وكان غالب وجل قبائل حمير من ابنيه: الهميسع، ومالك ملوك اليمن؛ وكانت بلادهم مشارف اليمن فظفار وما حولها. ولحمير بقايا موجودون إلى الآن، ومنه غالب قبائل قضاعة، ومنه غالب قبائل حمير، وهو قضاعة، بن مالك، بن عمرو، بن مرة، بن زيد، بن مالك، بن حمير؛ وقيل: قضاعة بن مالك بن حمير. وذهب بعض النسابة إلى أن قضاعة من العدنانية الآتي ذكرهم. قال السهيلي: والصحيح أن أم قضاعة وهي جكرة مات عنها مالك بن حمير وهي حامل، فتزوجها معد بن عدنان، فولدت قضاعة مالكاً لبلاد الشحر وقبره بجبل الشحر موجود. ولقضاعة بقايا إلى الآن ينسب إليهم، وإليهم ينسب القضاعي المصري صاحب كتاب الشهاب في المواعظ والآداب في الحديث، وخطط مصر وغيرهما.
والمشهور من قضاعة سبعة أحياء: الحي الأول: بلي بفتح الباء وهم بنو بلي، بن عمرو، بن الحافي ابن قضاعة، ولهم بقايا بالديار المصرية بصعيدها الأعلى، ومنهم بنو ناب وغيرهم، وبقايا بالحجاز وغيرهما، والنسبة إليهم بلوي بزيادة واو مكسورة قبل ياء النسب.
الحي الثاني: جهينة بضم الجيم وفتح الهاء والنون وهم بنو جهينة، بن زيد، بن ليث، بن سود، بن أسلم، بن الحافي، بن قضاعة وهي قبيلة عظيمة، ولهم بقايا ببلاد الصعيد من الديار المصرية وبالحجاز وغيرهما. والنسبة إليهم جهني بحذف الياء بعد الهاء.
الحي الثالث: كلب وهم بنو كلب، بن وبرة، بن ثعلبة، بن حلوان، ابن عمران، بن الحافي، بن قضاعة، ومنهم حارثة الكلبي أبو زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال صاحب حماه: وكان بنو كلب في الجاهلية ينزلون دومة الجندل، وتبوك، وأطراف الشام. قال ابن سعيد: ومنهم الآن خلق عظيم على خليج القسطنطينية مسلمون. قال في مسالك الأبصار وبشيزر، وحلب وبلادها، وتدمر، والمناظر أقوام منهم؛ والنسبة إليهم كلبي.
الحي الرابع: عذرة بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة، وهم بنو عذرة بن سعيد، بن هذيم، بن زيد، بن ليث، بن سود، بن أسلم، ابن الحافي، بن قضاعة وإلى عذة هؤلاء ينسب العشق والتتيم، ومنهم عروة ابن خزام صاحب عفراء أحد المتيمين وجميل صاحب بثينة. ومن أحسن ما يحكى أنه قيل لرجل منهم: ما بال العشق يقتلكم يا بني عذرة؟ قال لأن فينا جمالاً وعفة؛ وقيل لآخر منهم: ما بال الرجل منكم يموت في هوى امرأة؟ إنما ذلك ضعف فيكم يا بني عذرة. فقال: أما والله! لو رأيتم النواظر الدعج، تحتها المباسم الفلج، وفوقها الحواجب الزج، لاتخذتموها اللات والعزى؛ ولهم بقايا بالدقهلية والمرتاحية من الديار المصرية، وبقايا بالشام أيضاً.
الحي الخامس: بهراء بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وألف بعد الراء المهملة. وهم بنو بهراء بن عمرو، بن الحافي، بن قضاعة ومنهم جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم المقداد بن الأسود، أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال: إن خالد بن برمك من آل بهراء. قال في العبر: وكانت منازلهم شمالي منازل بلي من الينبع إلى عقبة أيلة، ثم جاور بحر القلزم منهم خلق كثيرن وانتشروا ما بين بلاد الحبشة وصعيد مصر، وكثروا هناك، وغلبوا على بلاد النوبة، وهم يحاربون الحبشة إلى الآن.
الحي السادس: بنو نهد، بن زيد، بن يث، بن سود، بن أسلم، بن الحافي، بن قضاعة؛ وكانت منازلهم باليمن، وإليهم كتب النبي صلى الله عليه وسلم تابه المشهور؛ وكان منهم طائفة بالشام أيضاً فيما ذكره أبو عبيد. ومن مشاهير نهد الصقعب؛ قال صاحب حماه: وكان رئيساً في الإسلام.
الحي السابع: جرم، وهم بنو جرم واسمه علاف، بن زبان، بن حلوان، بن عمران، بن الحافين بن قضاعة. قال الحمداني: ومنهم بنو جشم، وبنو قدامة، ونبو عوف. قال في العبر: ومنهم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. قلت ووهم القاضي ولي الدين بن خلدون فجعلهم هم الذين ببلاد غزة؛ وقد تقدم أن أولئك هم جرم طيئ لا جرم قضاعة. وعد صاحب حماه في تاريخه منهم تنوخ بفتح التاء المثناة فوق وضم النون وخاء معجمة في الآخر قال الجوهري: ولا تشدد نونه، والتحقيق ما قاله أبو عبيد أنهم ثلاثة أبطن من القحطانية: نزار، والأحلاف. قال: وسموا بذلك لأنهم حلفوا على المقام بمكان بالشام والتتنخ المقام. قال ابن سعيد: ومن الناس من يطلق تنوخ على الضجاعمة، وذوس الذين تتنخوا بالبحرين. قال صاحب حماه: وكان بينهم وبين اللخميين ملوك الحيرة حروب؛ ولتنوخ بقايا بالمعرة من بلاد الشام فيما ذكره الحمداني.
القبيلة الثانية: من القحطانية كهلان بفتح الكاف وسكون الهاء؛ وهم بنو كهلان بن سبإ. قال أبو عبيد: وشعوبهم كلها متشعبة من زيد بن كهلان، وكانوا متداولين الملك باليمن مع بني حمير، انفرد بنو حمير بالملك، وبقيت بطون كهلان، على كثرتها تحت ملكهم. قال في العبر: ثم تقاصر ملك حمير وبقيت الرياسة على العرب بالبادية لبني كهلان، وهم أحياء كثيرة.
والمشهور منهم أحد عشر حياً.
الحي الأول: الأزد بفتح الهمزة وسكون الزاي وبالدال المهملة، قال أبو عبيد: ويقال بالسين بدل الزاي. قال الجوهري: بالزاي أفصح وهم بنو الأزد، بن الغوث، بن نبت، بن مالك، بن أدد، بن زيد، بن كهلان، وهم من أعظم الأحياء وأكثرهم بطوناً. وقد قسم الجوهري الأزد إلى ثلاثة أقسام: أحدها: أزد شنوءة، وهم بنو نصر بن الأزد، وشنوءة لقب لنصر غلب على بنيه.
الثاني: أزد السراة، بإضافة أزد إلى السراة بالسين المهملة، وهو موضع بأطراف اليمن نزل به فرقة منهم فعرفوا به.
الثالث: أزد عمان بإضافة أزد إلى عمان بفتح العين المهملة وتشديد الميم، وهي مدينة بالبحرين نزلها قوم منهم فعرفوا بها. وللأزد بقايا ببلاد الشام بزرع وبصرى فيما قاله في مسالك الأبصار.
ثم الأزد بطون كثيرة منها غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة ونون في الآخر، قال أبو عبيد: وهم بنو جفنة والحارث وهو محرق، وثعلبة وهو العنقاء، وحارثة، ومالك، وكعب، وخارجة، وعوف ابن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف، بن امرئ القيس البطريق ويقال البهلول، بن ثعلبة، بن مازن، بن الأزد، وإنما سموا غسان لماء نزلوا عليه اسمه غسان فشربوا منه فسموا به. قال في العبر: وهو على القرب من بلاد اليمن. قال أبو عبيد: وفي ذلك يقول بعض الأنصار:
إما سألت فإنا معشر نجب ** الأزد نسبتنا والماء غسان

ولغسان هؤلاء كان ملك العرب بالشام بعد سليح المقدم ذكرهم إلى أن كان آخرهم جبلة بن الأيهم الذي أسلم في زمن عمر ثم ارتد، ولحق ببلاد الكفر. وقد ذكر في مسالك الأبصار أن لهم بقايا ببلاد الشام بالبلقاء واليرموك وحمص. ومنها الأوس والخزرج ابنا حارثة، بن ثعلبة، بن عمرو مزيقيا، بن عامر ماء السماء، بن حارثة الغطريف، بن امرئ القيس البطريق، ابن ثعلبة، بن مازن، بن الأزد؛ وكانت منازلهم يثرب؛ ومنهم كانت أنصار النبي صلى الله عليه وسلم ولهم بقايا كثيرة متفرقة بالمشرق والمغرب. وقد ذكر الحمداني: أن منهم جماعة بمنفلوط من صعيد مصر من عقب حسان بن ثابت، وسعد بن معاذ سيد الأوس رضي الله عنهما.
الحي الثاني: من كهلان طيئ بفتح الطاء وتشديد الياء بهمزة في الآخر أخذاً من الطاءة على وزن الطاعة: وهي الإيغال في المرعى وهم بنو طيء، بن أدد بن زيد، بن يشجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان؛ والنسبة إليهم طائي، وإليهم ينسب حاتم الطائي المشهور بالكرم، وأبو تمام الطائي الشاعر المشهور، وهم كثير. قال في العبر: وكانت منازلهم باليمن فخرجوا على القرب من بني أسد؛ ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجأ وسلمى من بلاد نجد، فنزلوهما فعرف بجبلى طيئ إلى الآن؛ ثم افترقوا في أول الإسلام زمن الفتوحات في الأقطار، ولهم بطن كثيرة. منهم ثعل بضم الثاء المثلثة وفتح العين المهملة ولام في الآخر وهم بنو ثعل، بن عمرو، بن الغوث، بن طيء؛ قال أبو عبيد: ومنهم البيت والعدد. قال صاحب حماه: ومنهم زيد الخيل.
ومنها جديلة بفتح الجيم وكسر الدال وسكون الياء وفتح اللام وهاء في الآخر ذكرهم الجوهري ولم يرفع نسبهم، ثم قال: وجديلة أمهم عرفوا بها: وهي جديلة بنت سبيع بن عمرو من حمير. ومنها نبهان بفتح النون وسكون الباء الموحدة ونون بعد الألف وهم بنو نبهان، واسمه سودان، بن عمرو، بن الغوث، بن طيئ.
ومنها بولان بفتح الباء الموحدة وسكون الواو ونون بعد اللام وألف وهم بنو بولان، واسمه غصين، بن عمرو، بن الغوث، بن طيئ. ومنهم الثلاثة نفر الذين يقال إنهم وضعوا الخط العربي على ما سيأتي ذكره في الكلام على الخط فيما بعد إن شاء الله.
ومنها هناء، وهم بنو هناء، بن عمرو، بن الغوث، بن طيء.
ومنهم إياس بن قبيصة الذي ملك بعد النعمان بن المنذر.
ومنها سدوس بضم السين والدال المهملتين وسين مهملة في الآخرة، وهم بنو سدوس بن أصمع من بني سعد، بن نبهان، بن عمرو، بن الغوث، بن طيء.
ومنهم جعفر بن عطية الذي يقول:
مدحت نسيبي جعفراً ** تحلب كفاه الندى وأنامله

ومنها سلامان بفتح السين المهملة ونون في الآخر؛ وهم بنو سلامان، بن ثعل، بن الغوث، بن طيء.
ومنها بحتر بضم الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وضم التاء المثناة فوق وراء مهملة في الآخر، وهم بنو بحتر، بن عتود، بن عنيز، بن سلامان، بن ثعل، بن عمرو، نب الغوث، ين طيء؛ منهم أبو عبادة البحتري الشاعر الإسلامي المشهور.
ومنها زبيد بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة تحت ودال مهملة في الآخر، وهم بنو زبيد، بن معن، بن عمرو، بن عنيز، بن سلامان، بن عمرو، بن الغوث، بن طيء. قال ابن سعيد: وزبيد هؤلاء هم الذين ببرية سنجار من الجزيرة الفراتية، وهم الذين ذكرهم المقر الشهابي بن فضل الله، وسماهم زبيد الأحلاف.
ومنها سنبس بضم السين المهملة وسكون النون وضم الباء الموحدة وسين مهملة في الآخر، وهم بنو سنبس بن معاوية، بن جرول، نب ثعل، ابن عمرو، بن الغوث، بن طيء. وقد ذكر الحمداني أن منهم طائفة بثغر دمياط، وأنه كان لهم شأن أيام الخلفاء الفاطميين، وعد منم ثلاثة بطون: وهم الخزاعلة، وعيد، وجموح. والإمرة في زماننا هذا فيهم في الخزاعلة، في بني يوسف بمدينة سخا من الأعمال الغربية. قال الحمداني: ومنهم طائفة بالبطائح من بلاد العراق.
ومنها جرم بفتح الجيم وسكون الراء وميم في الآخر، وهم بنو ثعلبة ابن عمرو، بن الغوث، بن طيء. وقال الحمداني جرم اسم أمه غلب عليه: وهي جرم بنت الغوث بن طيء؛ وهؤلاء هم جرم الذين ببلاد غزة من البلاد الشامية. قال الحمداني: وكانوا متفقين مع ثعلبة بالشام على تدافع الفرنج عن المسلمين، فلما فتح السلطان صلاح الدين البلاد، دخلت طائفة منهم مصر، وبقي بقاياهم بمكانهم ببلاد غزة. وقد ذكر الحمداني منهم ثلاثة بطون، وهم: شمجان، وقمران، وجيان. ثم قال: والمشهور من جرم الآن جذيمة؛ ويقال إن لهم نسباً في قريش؛ وزعم بعضهم أنها ترجع إلى محزوم، وقيل بل من جذيمة بن مالك، بن حنبل، بن عامر، بن لؤي، بن غالب، بن فهر. ثم قال وجذيمة هؤلاء هم آل عوسجة، وآل أحمد، وآل محمود. ثم قال: ومنهم أسلم، وشبل، ورضيعة، ونيور، والقذرة، والأحامدة، والرفثة، وكور، وموقع. ومنهم من بني غوث: العاجلة، والعادلة، وبنو تمام، وبنو جميل، وبنو مقدام، وآل نادر. ومنهم من بني غوث: بنو بها، وبنو خولة، وبنو هرماس، وبنو عيسى، وبنو سهيل؛ وأرضهم الداروم؛ وجاورهم قوم من زبيد يعرفون ببني فهيد ثم اختلطوا بهم.
ومنها ثعلبة، وضبطه معروف، وهم بنو ثعلبة بن سلامان، بن ثعل، بن عمرو، بن الغوث، بن طيء، وهم رعيان درما وزريق، ابني عوف بن ثعلبة، وقيل ابنا ثعلبة واسم درما عمرو، ودرما اسم أمه غلب عيله. قال الحمداني: وكانوا مع جرم بالشام يداً مع الفرنج على المسلمين، فلما فتح السلطان صلاح الدين البلاد انتقلت طائفة منهم إلى مصر ونزلوا أطارف بلاد الشرقية؛ من بطون درما: وسلامة، والأحمر، وعمرو، وقصير، وأويس، وشبل، والحنابلة، والمراونة، والحيانيون ون بطون زريق بها: بنو وهم والطليحيون؛ ومن الطليحيين آل حجاج، وآل عمان، وآل حفصان، والمصافحة؛ ومن بني زريق أيضاً الصبيحيون، ومن الصبيحيين: الغيوث، والزموت، الروايات، والنمورة، والشمخيين، والسعالي، والرمالي، والمعامرة، والسنديون، والبحابحة، والعقيليون، والمساهرة، والمعافرة؛ ومنهم أيضاً العليميون. قال الحمداني: وكان مقدمهم قديماً عمرو بن عسيلة أمر بالبوق والعلم. ومن العليميين القمعة، والرياحين، والغوفة. قال الحمداني: وكان فيهم رجال ذو ذكر ونباهة، خدموا الدول، وعضدوا الملوك، وقاموا ونصروا. ومنهم من أمر بالبوق والعلم. ومن بطون ثعلبة هؤلاء أيضاً الجواهرة.
ومنها غزية بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي وتشديد الياء المثناة تحت وهاء في الآخر. وهم بنو غزية، بن أفلت، بن ثعل، بن عمرو، بن سلامان، بن ثعل، بن عمرو، نب الغوث، بن طيء. قال الحمداني: وهم بالشام والعراق إلى الآن ولهم صولة عظيمة. وهم بطون كثيرة: فمن بطونهم البطنين، وأفخاذهم: آل دعيج، وآل روق، وآل رفيع، وآل سرية، وآل مسعود، وآل تميم، وآل شرود. ومن بطونهم الأجود وأفخاذهم آل منيع، وآل سنيد، وآل منال، وآل أبي الحزم، وآل علي، وآل عقيل، وآل مسافر. هذا ما ذكره الحمداني. وزاد في مسالك الأبصار عن نصر بن برجس المشرقي، وأولاد الكافرة، وساعدة، وبني جميل، وآل أبي مالك. قال في المسالك: وديار آل أجود منهم الرخيمية، والرقبي، والفردوس، ولينة، والحدق. وديار آل أجود منهم الرخيمية، والرقبي، والفردوس، ولينة، والحدق. وديار آل عمرو بالحوف، وديار بقاياهم: النصيف، والكمن، واليحموم، والأم، والمعينة. ويليهم ساعدة وديارهم من الحضر إلى برية زرود، إلى سقارة، إلى البقعاء، إلى التيب، إلى الساسة، إلى حضر.
ومنها لام. وهم بنو لام بن عمرو، بن طريف، بن عمرو، بن بجيلة، ابن مالك، بن جدعاء، بن ذهل، بن رومان، بن جندب، بن خارجة، بن سعد، بن قطرة، بن طيء. قال ابن سعيد: ومساكنهم المدينة النبوية وما حولها. وقال الحمداني: ديارهم جبل أجأ وسلمى. ثم قال: وظفير من لام، ومنازلهم الظعن قبالة المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
ومنها آل ربيعة، عرب الشام. وهم بنو ربيعة، بن حازم، بن علي، بن مفرج، بن دعفل، بن جراح، بن شبيب، بن مسعود، بن حرب، بن السكن، بن ربيع، بن علقى، بن حوط، بن عمرو، بن خالد، بن معبد، بن عدي، بن أفلت، بن سلسلة بن غنم، بن ثوب، بن معن، بن عتود، بن عنيز، بن سلامان، بن ثعل، بن عمرو، بن الغوث، بن طيء، قال في مسالك الأبصار: وتقول بنو ربيعة الآن إنهم من ولد جعفر بن يحيى، بن خالد، بن برمك من العباسة بنت المهدي، أخت الرشيد، ويزعمون أنه كان يحضر مع الرشيد مجلسه الخاص وأنه كلمه في تزويجها ليحل له نظرها لاجتماعهما بمجلسه فعقد له عليها بشرط أن لا يطأها، فعانقها على حين غفلة من الرشيد، فحملت منه بولد كان ربيعة هذا من ولده. قال: ويقول في نسبه إنه ربيعة بن سالم، بن شبيب، بن حازم، بن علي، بن جعفر، بن حييى، بن خالد، بن برمك؛ ويزعمون أن نكبة البرامكة كانت بسبب ذلك. ثم قال: وأصلهم إذا نسبوا إليه أشرف لهم لأنهم من سلسلة بن عنيز، بن سلامان، بن طيء، وهم كرام العرب وأهل البأس والنجدة؛ والبرامكة وإن كانوا قوماً كراماً فإنهم قوم عجم وشتان بين العرب والعجم؛ وقد شرف الله تعالى العرب أن بعث منهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وأنزل فيهم كتابه، وجعل فيهم الخلافة والملك، وابتز بهم ملك فارس والروم، ونزع بأسنتهم تاج كسرى وقصير، وكفى بذلك شرفاً لا يطأول، وفخراً لا يتنأول. وذكر في التعريف نحوه قال في العبر: وكانت رياسة طيء في أيام الفاطميين لبني الجراح، ثم صارت لأل ربيعة. قال الحمداني: وكان ربيعة هذا قد نشأ في أيام الأتابك زنكي وابنه نور الدين الشهيد صاحب الشام ونبغ بني العرب وولد له أربعة أولاد وهم: فضل، ومرا، وثابت، ودغفل، ومنهم تفرعت بطون آل ربيعة. ثم المشهور من آل ربيعة الآن ثلاثة بطون وهم: آل فضل، وآل مرا، وآل علي، فآل فضل هم بنو فضل بن ربيعة وآل مرا بنو مرا بن ربيعة. وأما آل علي فمن آل فضل أيضاً، وهم بنو عي بن حديثة، بن عقبة بن فضل المقدم ذكره؛ وقد صارت آل فضل أيضاً بعد ذلك بيوتاً أرفعها قدراً بيت عيسى بن مهنا، بن ماتع، بن حديثة، بن عقبة، بن فضل. قال في مسالك الأبصار: وفيهم الإمرة دون سائر آل فضل. قال: ثم صار آل عيسى بيوتاً: بيت مهنا بن عيسى، وبيت فضل بن عيسى، وبيت حارث بن عيسى، وبيت محمد بن عيسى، وبيت هبة بن عيسى. وسيأتي الكلام على تقسيم الإمرة فيهم في الكلام على عرب الشام في المسالك والممالك إن شاء الله.
الحي الثالث: من كهلان مذحج بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة وجيم في الآخر، وهم بنو مذحج واسمه مالك، بن أدد، بن زيد، بن يشجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان هكذا قاله أبو عبيد، وقال الجوهري: مذحج بن يحابر، بن مالك بن زيد، بن كهلان. وقد ذكر الحمداني، أنهم إنما سموا مذحجاً لشجره تحالفوا عندها اسمها مذحج، فسموا باسمها. ثم لمذحج بطون كثيرة: منها خولان، بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو ونون بعد اللام ألف، وهم بنو خولان بن مالك، وهم مذحج وإليهم ينسب أبو إدريس الخولاني. قال في العبر: وبلاد خولان في بلاد اليمن من شرقيه، قال: وقد افترقوا في الفتوحات، وليس منهم اليوم ذرية إلا باليمن؛ ثم قال: وهم غالبون على أهله.
ومنها جنب بفتح الجيم وسكون النون وباء موحدة في الآخر وهم بنو منبه، والحارث، والغلي، وسبحان، وشمران، وهفان بن يزيد، بن حرب، بن علة، بن جلد، بن مذحج. قال أبو عبيد: وسموا بجنب لأنهم جانبوا عمهم صداء، وحالفوا سعد العشيرة، وحالفت صداء بني الحارث بن كعب. ومن جنب: معاوية الخير الجنبي، صاحب لواء مذحج في حرب بني وائل.
ومنها سعد العشيرة، وهم بنو سعد العشيرة بن مذحج، وسمي بذلك لأنه لم يمت حتى ركب معه من ولده وولد ولده ثلثمائة رجل، فكان إذا سئل عنهم يقول هؤلاء عشيرتي دفعاً للعين عنهم، فقيل له سعد العشيرة. ثم من بطون سعد العشيرة أوذ بفتح الهمزة وسكون الواو وذال معجمة في الآخر وهم بنو أوذ بن صعب بن سعد العشيرة، وإليهم ينسب الأفوه الأوذي الشاعر المشهور. ومن بطون سعد العشيرة أيضاً جعفي بضم الجيم وسكون العين المهلمة وكسر الفاء وياء مثناة تحت في الآخر وهم بنو جعفي بن سعد العشيرة والنسبة إليهم جعفي على مثل لفظه، وإليهم ينسب الإمام البخاري بالموالاة، فيقال الجعفي مولاهم. ومن بطون سعد العشيرة زبيد بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة تحت ودال مهملة في الآخر وهم بنو منبه بن صعب بن سعد العشيرة، وتعرف زبيد هؤلاء بزبيد الأكبر، وهم زبيد الحجاز. قال في مسالك الأبصار: وعليهم درك الحاج المصري من الصفراء إلى الجحفة ورابغ. ومن زبيد هؤلاء بطن تعرف بزبيد الأصغر، وهم بنو منبه الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه الأكبر. قال أبو عبيد: ومن زبيد هؤلاء عمرو بن معدي كرب.
ومنها النخع بفتح النون وسكون الخاء المعجمة وعين مهلمة في الآخر، وهم بنو النخع واسمه جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج. قال أبو عبيد: وسمي النخع لأنه انتخع عن قومه أي بعد، ومنهم الأشتر النخعي أحد تابعي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ولاه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مصر، وكتب له بها عهداً على ما سيأتي ذكره في الكلام على العهود عند ذكر الولايات فيما بعد إن شاء الله تعالى. وإليهم ينسب إبراهيم النخعي الإمام الكبير المشهور.
ومنها عنس بفتح العين الهملة وسكون النون وسين مهملة في الآخر، وهم بنو عنس بن مذحج، منهم عمار بن ياسر الصحابي المشهور؛ وإليهم ينسب الأسود العنيس الكذاب، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروجه فادعى النبوة باليمن بعد ذلك.
ومنها بنو الحارث، ويقال بلحارث بن كعب، وهم بنو الحارث بن كعب ابن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج. قال في العبر: وديارهم نواحي نجران من اليمن مجاورون لبني ذهل بن مزيقياء، منهم بشير الحارثي الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك قال: أكير، قال: بل أنت بشير.
الحي الرابع: م بني كهلان همدان بفتح الهاء وسكون الميم ودال مهملة ثم ألف ونون، وهم بنو همدان، بن مالك، بن زيد، بن أوسلة، بن ربيعة، بن الخيار، بن زيد، بن كهلان. قال في العبر: وكانت ديارهم باليمن من شرقيه، ولما جاء الإسلام تفرق من تفرق منهم، وبقي من بقي باليمن. قال: وكانت همدان شيعة لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عند وقوع الفتن بين الصحابة؛ وفيهم يقول رضي الله عنه:
فلو كنت بواباً على باب جنة ** لقلت لهمدان ادخلي بسلام

قال في مسالك الأبصار: وبالجبل المعروف بالطيبين من الشام فرقة من همدان.
الحي الخامس: من بني كهلان كندة بكسر الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر، وهم بنو كندة، واسمه ثور، بن عفير، بن عدي، بن الحارث، بن مرة، بن أدد، بن زيد، بن يشجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان. قال صاحب حماة: وسمي كندة لأنه كند أباه أي كفر نعمته. قال: وبلادهم باليمن قبلي حضرموت، وكان لهم ملك بالحجاز واليمن؛ ومنه الأشعث بن قيس الصحابي المشهور؛ ومنهم أيضاً القاضي شريح قاضي علي رضي الله عنه. وقد ذكر في مسالك الأبصار أن باللوى من بلاد الشام قوماً ينسبون إلى كندة، ولهم بطون منها السكون بضم السين المهملة والكاف ونون بعد الواو، وهم بنو السكون بن أشرس بن كندة؛ ومنهم معاوية بن حديج قاتل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ وعد منها صاحب حماة السكاسك أيضاً بفتح السين الأولى وكسر الثانية. والذي ذكره أبو عبيد أنه من حمير، وقال: هم بنو السكاسك بن واثلة بن حمير. قال الجوهري: والنسبة إلى السكاسك سكسكي رداً له إلى أصله كما ينسب إلى مساجد مسجدي.
الحي السادس: من بني كهلان مراد بضم الميم وفتح الراء المهملة ودال مهملة بعد الألف، وهم بنو مراد، بن مالك، بن أدد، بن زيد، بن يسجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان؛ قال الجوهري: ويقال إن اسمه يحابر فتمرد فسمى مرادا وجعلهم في العبر بطناً من مذحج، فقال مراد بن مذحج. قال صاحب حماه: وبلادهم إلى جانب زبيد من بلاد اليمن، قال: وإلى مراد هذا ينسب كل مرادي من عرب اليمن.
الحي السابع: من بني كهلان أنمار بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الميم وراء مهملة بعد الألف. وهم بنو أنمار، بن أراش، بن عمرو، بن الغوث، بن نبت، بن مالك، بن زيد، بن كهلان. ولهم بطنان: الأول بجيلة بفتح الباء الموحدة وكسر الجيم وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وهاء في الآخر. وهم بنو عبقر، والغوث، وصهيبة، خزيمة بن أنمار، بن أراش. قال أبو عبيد: وبجيلة أمهم، عرفوا بها، وهي بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، قال في العبر: وكانت بلادهم في سروات اليمن والحجاز إلى تبالة ثم افترقوا أيام الفتح الإسلامي في الآفاق، فلم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل، قال الجوهري: ويقال إنهم من العدنانية، لأن نزار بن معد بن عدنان ولد له مضر وربيعة وإياد وأنمار، وولد لأنمار بجيلة وخثعم فصاروا إلى اليمن، وإلى بجيلة هؤلاء ينسب جرير بن عبد الله البجلي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جميلاً فائق الجمال، حتى إنه كان يقال له يوسف الأمة، وفيه يقول بعض الشعراء يمدحه:
لولا جرير هلكت بجيلة ** نعم الفتى وبئست القبيلة

الثانية: خثعم بفتح الخاء المعجمة وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وميم في الآخر، وهم بنو خثعم بن أنمار بن أراش المقدم ذكره ابن هند بنت مالك بن الغافق بن الشاهد بن عد، وفيهم مثل ما تقدم من كلام الجوهري في الكلام على لجيلة أنهم من العدنانية: لأن خثعم وبجيلة يرجعون إلى أنمار. وكانت مساكنهم مع إخوتهم بجيلة بسروات اليمن فافترقوا في الفتوحات الإسلامية، فلم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل. ومن خثعم هؤلاء أكلب بفتح الهمزة وسكون الكاف وضم اللام وباء موحدة في الآخر، وهم بنو أكلب، بن عفير، بن خلف، نب خثعم. قال أبو عبيد: ويقال إن أكلب من ربيعة بن نزار. قال الحمداني: وهم بطون كثيرة، ومنازلهم بيشة، شرقي مكة المشرفة. ومن خثعم أيضاً بنو منبه والفرع، وبنو نضلة ومعاوية وآل مهدي، ونبو نصر، وبنو حام، والورد، ونادر، وآل الصعافير، والشماء، وبلوس، قال الحمداني: ومنازلهم على القرب من بيشة شرقي مكة أيضاً.
الحي الثامن: من بني كهلان جذام بضم الجيم وفتح الذال المعجمة وألف ثم ميم، وهم بنو جذام، بن عدي، بن الحارث، بن مرة، بن أدد، ابن زيد، بن يشجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان هذا ما ذكره أبو عبيد، وجعلهم صاحب حماه في تاريخه من ولد عمرو بن سبإ. قال الجوهي: وتزعم نسابة مضر أنهم من مضر يعني من العدنانية، وأنهم انتقلوا إلى اليمن فنزلوها، فحسبوا من اليمن، واستشهد له بقول الكميت يذكر انتقالهم إلى اليمن بانتسابهم فيهم:
نعاء جذاماً غير موت ولا قتل ** ولكن فراقاً للدعائم والأصل

واستشهد له الحمداني أيضاً بقول جنادة بن خشرم الجذامي:
وما قحطان لي بأب وأم ** ولا تصطادني شبه الضلال

وليس إليهم نسبي ولكن ** معدياً وجدت أبي وخالي

قال الحمداني: ويقال إنهم من ولد أعصر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام، واستشهد لذلك بما رواه محمد بن السائب أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد جذام، فقال: «مرحباً بقوم شعيب وأصهار موسى». قال صاحب حماه: وكان فيهم العدد والشرف. قال الحمداني: وهو أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح مع عمرو بن العاص رضي الله عنه، وأقطعوا فيها بلاداً بعضها بأيدي بنيهم إلى الآن. وكان لجذام ولدان، هما: حشم بسكر الحاء المهملة وسكون الشين المعجمة وميم في الأخر، وحرام بفتح الحاء والراء المهملتين وألف ثم ميم؛ ومن ولد حشم عتيت بفتح العين المهملة وكسر التاء المثناة فوق وسكون الياء المثناة تحت وتاء مثناة فوق في الآخر، وهم بنو عتيت بن أسلم، بن مالك، بن شنوءة، بن تديل، ابن حشم بن جذام. قال أبو عبيد: وهم اليوم ينتسبون في بني شيبان، ويقولون عتيت بن عوف بن شيبان. قال وإليهم تنسب حفرة عتيت بالبصرة، قال الجوهري: أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال، فكانوا يقولون إذا كبر صبياننا لم يتركونا، حتى يفتكونا، فلم يزالوا عنده حتى هلكوا فضرب لهم العرب مثلاً فقالوا: أودى عتيت، وفي ذلك يقول الشاعر:
ترجيها وقد وقعت بقر ** كما ترجو أصاغرها عتيت

ثم لجذام الآن بطون كثيرة متفرقة في الأقطار؛ منهم بالشرقية من الديار المصرية من بني زيد ين حرام بن جذام، وبني محرمة بن زيد بن حرام بن جذام: فأما بنو زيد فمنهم بنو سويد، وبعجة، وبردعة، ورفاعة وناثل، من بني زيد ين حرام نب جذتام، فمن ولد سويد هلبا سويد، وهم بنو هلبا بن سويد بن زيد بن حرام بن جذام. قال الحمداني: ومنهم العطويون، والجابريون، والغتاورة، وحمدان، ورومان، وصمران، وأسود والحميديون؛ ومن الحميديين أولاد راشد ومنهم: البراجسة، وأولاد يبرين والجراشنة، والكعوك، وأولاد غانم، وآل حمود، والأخيوة، والزرقان، والأساورة، والحماريون. ومن بني راشد أيضاً الحراقيص، والخنافيس، وأولاد غالي، وأولاد جوال، وآل زيد؛ ومن النجابية أولاد نجيب وبنو فضيل.
ومن هلبا سويد أيضاً بنو الوليد، وهم بنو الوليد بن سويد المقدم ذكره. ومنهم الحيادرة، وهم بنو حيدرة، بن يعب، بن حبيب، بن الوليد، بن سويد. قال الحمداني: وهم طائفة كبيرة، ومنهم بنو عمارة، وهو عمارة بن الوليد. ومنهم عدد، والحبيون: وهم بنو حبة بن راشد بن الوليد. ومن ولد الوليد بن سويد المذكور طريف بن بكتوت الملقب زين الدولة، كان من أكرم العرب، وكان في مضيفته أيام الغلاء اثنا عشر ألفاً تأكل عنده كل يوم، وكان يهشم الثريد في المراكب؛ ومن أولاده من أمر بالبوق والعلم؛ وعد من أحلافهم أولاد الهوبرية، والرداليين، والحليفيين، والحضينيين، والربيعيين، وهم أولاد شريف النجابين، وذكر الحمداني أن لهم نسباً في قريش إلى عبد مناف بن قصي. ومن هلبا سويد هؤلاء هلبا مال، وهم بنو مالك بن سويد؛ ومن هلبا مالك بنو عبيد، وهم بنو عبيد بن مالك؛ ومن بني عبيد المذكور الحسنيون، وهم بنو الحسن بن أبي بكر بن موهوب بن عبيد؛ والغوارنة، وهم بنو الغور بن أبي بكر بن موهوب بن عبيد؛ وبنو أسير، وهم بنو أسير بن عبيد؛ ومن هلبا مالك أيضاً اللبيديون، والبكريون، والعقيليون، وهم بنو عقيل بن قرة بن موهوب بن عبيد ومنهم بنو رديني، وهم بنو رديني بن زياد، بن حسين، بن مسعود، بن مالك، بن سويد. ومن ولد بعجة هلبا بعجة، وهم بنو هلبا، ومنظور، وردا، وناثل بن بعجة بن زيد بن سويد بن بعجة؛ فمن ولد هلبا بعجة مفرج بن سالم، أمره المعز أيبك بالبوق والعلم، ثم خلفه على إمرته ولده حسان. ومنهم أولاد الهريم من بني غياث بن عصمة بن نجاد بن هلبا بن بعجة.
ومنهم جوشن بن منظور بن بعجة، وهو صاحب السراة المضروب به المثل في الكرم والشجاعة.
ومن ولد ناثل مهنا بن علوان بن علي بن زبير بن حبيب بن وناثل، كان جواداً كريماً طرقته ضيوف في شتاء ولم يكن عنده حطب لطعامهم فأوقد أحمال بز كانت عنده. ومن بني حرام بن جذام أيضاً بنو سعد. قال الحمداني: وفي جذام خمس سعود اختلطت بمصر، وهم سعد بن إياس بن حرام بن جذام وسعد بن مالك بن أقصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام، وإليه ينسب أكثر السعديين وسعد بن مالك بن حرام بن جذام، وسعد بن سامة بن عنبس بن غطفان بن سعد بن مالك بن حرام بن جذام، وسعد بن سامة بن عنبس بن غطافان بن سعد بن مالك بن حرام بن جذام، وهم عشائر كثيرة منهم بنو فضل، والسلاحمة، وبرشاش، وجوشن، وعدلان، وفزارة. قال وأكثرهم مشايخ بلاد وخفراء، ولهم مزارع ومآكل، وفسادهم كثير، وسكنهم منية غمر إلى ريفها ومنهم شارو وزير العاضد الفاطمي، وإليه تنسب أولاد شاور كبار منية غمر وخفراؤها؛ على أن ابن خلكان قد ذكر أنه من سعد الذين أرضع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم. وأما بنو محرمة فمنهم الشواكر، وهم بنو شاكر بن راشد. ومنهم أولاد العجار أدلاء الحاج من زمن السلطان صلاح الدين وهلم جرا.
ومن جذام أيضاً بالشرقية العائد، وهم بطن من جذام عليهم درك الحاج إلى العقبة. ومنهم أيضاً بالشرقية بنو حرام. وقال الحمداني: وقل في عرب مصر من يعرفها. ومنهم بالدقهلية عمرو وزهير، عد منهم الحمداني الحضينيين، وردالة، والأحامدة، والحمارنة، وهم بنو حمران. قال الحمداني: وفي زهير هؤلاء من بني عرين، وبني شبيب، وبني عبد الرحمن، وبني مالك، وبني عبيد، وبني عبد القوي، وبني شاكر، وبني حسن، وبني سمان، وهم يواردون في أسماء بعض البطون مع غيرهم.
ومن جذام أيضاً ببلاد الشام بنو صخر بالكرك، وبنو مهدي بالبلقاء، وبنو عقبة، وبنو زهير بالشوبك. ومنهم بنو سعيد بصرخد، وحوران؛ ومنهم جماعة ببلاد الغور، وجماعة ببلاد البربر من بلاد السوادان.
الحي التاسع: من بني كهلان لحم بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وميم في الآخر، وهم بنو لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب، بن زيد، بن كهلان؛ ولخم أخو جذام المقدم ذكره، وكل منها عم لكندة المقدم ذكره أيضاً. وعد صاحب حماه لخماً من بني عمرو بن سبإ كما عد جذاماً إذ كانا أخوين كما تقدم. وقد كان للمفاوزة من اللخميين ملك بالحيرة من بلاد العراق، ثم كان لبني عباد من بقاياهم بالأندلس ملك بإشبيلية. وذكر القضاعي أنهم حضروا فتح مصر، واختلطوا بها، هم ومن خالطهم من جذام. قال الحمداني: وبصعيد الديار المصرية منهم قوم يسكنون بالبر الشرقي، ذكر منهم الحمداني سبع أبطن: الأول سماك. وهم المعروفون بالسماكيين، وبنو مر، وبنو مليح، وبنو نبهان، وبنو عبس، وبنو كريم، وبنو بكير، وديارهم من طارف باب بالبهنسا إلى منحدر دير الجميرة في البر الشرقي. الثانية بنو حدان، وهم بنو محمد، وبنو علي، وبنو سالم، وبنو مدلج، وبنو رعيش؛ وديارهم من دير الجميرة، إلى ترعة صول. الثالثة بنو راشد، وهم بنو معمر، وبنو واصل وبنو مرا، وبنو حبان، وينو معاد، وبنو البيض، وبنو حجرة، وبنو شنوءة. وديارهم من مسجد موسى إلى أسكر، ونصف بلاد إطفيح. ولبني البيض الحي الصغير، ولبني شنوءة من ترعة شريف إلى معصرة بوش. الرابعة بنو جعد، وهم بنو مسعود، وبنو حدير، وهم المعروفون بالحديريين، وبنو زبير، وبنو ثمال، وبنو نصار ومسكنهم ساحل إطفيح. الخامسة بنو عدي، وهم بنو موسى، وبنو محرب، ومساكنهم بالقرب منهم. السادسة بنو بحر، وهم بنو سهل، وبنو معطار، وبنو فهم، وهم المعروفون بالفهميين، وبنو عسير، وبنو مسند، وبنو سباع، ومسكنهم الحي الكبير. السابعة قيس، وهم بنو غنيم، وبنو عمرو، وبنو حجرة، ولبني غنيم منهم العدوية، ودير الطين إلى جسر مصر؛ ولبني عمرو الرستق ولهم نصف حلوان، ولبني حجرة النصف الثاني، ونصف طرا.
ومن بطون لخم بنو الدار رهط تميم الداري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم بنو الدار بن هانئ، بن حبيب، بن نمارة، بن لخم. قال الحمداني: وبلد الخليل عليه السلام معمور من بني تميم الداري رضي الله عنه، وبيد بني تميم هؤلاء الرقعة التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم لتميم وإخوته بإقطاعهم بيت حبرون التي هي بلد الخليل عليه السلام وبعض بلادها ويقال إنها مكتوبة في قطعة من أدم من خف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بخطه.
الحي العاشر: من بني كهلان الأشعريون. وهم بنو الأشعر بن أدد، بن زيد، بن يشجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان. قال وسمي الأشعر لأن أمه ولدته وهو أشعر. وجعله صاحب حماه من بني أشعر بن سبإ، وهم رهط أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحي الحادي عشر: من بني كهلان عاملة. وهم بنو عاملة، واسمه الحارث، بن عفير، بن عدين بن الحارث، بن وبرة، بن أدد، بن زيد، بن يشجب، بن عريب، بن زيد، بن كهلان؛ وذكر أبو عبيد أن بني عاملة هم بنو الحارث بن مالك؛ يعني ابن الحارث بن مرة بن أدد، وأن كان تحته عاملة بنت مالك بن وديعة بن عفير، بن عدي، بن الحارث، بن مرة بن أدد فعرفوا بها. وذكر صاحب حماه أنهم من ولد عاملة بن سبإ. وقد ذكر الحمداني أن بجبال عاملة من بلاد الشام منهم الجم الغفير.
الضرب الثاني من العرب الباقين على ممر الزمان العرب المستعربة:
قال الجوهري: ويقال لهم المتعربة أيضاً، وهم بنو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، سموا بذلك لأن لسان إسماعيل عليه السلام كان العبرانية أو السريانية، فلما نزل جرهم من القحطانية عليه وعلى أمه بمكة المشرفة، تزوج منهم، وتعلم هو وبنوه العربية من جرهم المذكورين فسموا لذلك المستعربة. واعلم أن الموجودين من العرب من ولد إسماعيل عليه السلام كلهم من بني عدنان بن أدد المقدم ذكره في عمود النسب على خلاف في نسبه إلى إسماعيل يطول ذكره. قال في العبر: ومن عدا عدنان من ولد إسماعيل قد انقرضوا، ولم يبق لهم عقب؛ ولذلك عرفت هذه العرب بالعدنانية ثم العدنانية صنفان:
الصنف الأول: من فوق قريش؛ ولقبائلهم المتفرعة من عمود النسب ستة أصول:
الأصل الأول: نزار بن معد بن عدنان؛ والمتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاثة قبائل:
القبيلة الأولى: إياد بكسر الهمزة ودال مهملة في الآخر وهم بنو إياد ابن نزار المقدم ذكره؛ قال المؤيد صاحب حماه: وفارق إياد الحجاز وسار بأهله إلى أطرف العراق فأقام به.
ومن إياد قس بن ساعدة الإيادي، وكعب بن مامة الذي يضرب به المثل في الكرم؛ يقال إنه كان معه ماء لا يفضل عنه وله رفيق فسقاه رفيقه ومات عطشاً.
القبيلة الثانية: أنمار بفتح الهمزة وراء مهملة في الآخر وهم بنو أنمار بن نزار المقدم ذكره؛ وقد اختلف في تعقبيه، فذهب ذاهبون إلى أنه ذهب إلى اليمن ونزل بالسروات من مشارق السمن، وتناسل بنوه بها فعدوا في اليمانية؛ وذهب آخرون إلى أنه لا عقب له إلا من بنت له زوجها لأراش من اليمانية، فولدت له أنمار بن أراش المقدم ذكره في اليمانية؛ فبنو أنمار المعدودون في اليمانية هم بنو أنمار بن أراش المقم ذكره في اليمانية من بنت أنمار بن نزار؛ ولذلك وقع اللبس فيهما، قاله السهيلي.
القبيلة الثالثة: ربيعة، وهم بنو ربيعة بن نزار ويعرف بربيعة الفرس: لأن أباه نزاراً أوصى له من ماله بالخيل. قال في مسالك الأبصار: وبارحبة قوم منهم.
ولربيعة بطنان، وهما أسد، وضيعة ابنا ربيعة، ولكل منهما عدة أفخاذ، وديارهم إلى الآن بالجزيرة الفراتية تعرف بديار ربيعة، أما أسد فأكثرها أفخاذاً.
فمن أسد بنو عنزة بفتح العين المهلمة والنون والزاي وهاء في الآخر وهم بنو عنزة بن أسد المقدم ذكره؛ وكانت منازلهم خيبر من ضواحي المدينة. وجديلة بفتح الجيم وكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وهاء في الآخر. وهم بنو جديلة بن أسد المقدم ذكره، واليسبة إليهم جدلي بحذف الياء بعد الدال.
ون جديلة عبد القيس؛ وهم بنو عبد القيس، بن أفصى، بن دعمي، ابن جديلة. قال في العبر: وكانت ديراهم بتهامة حتى خرجوا إلى البحرين وزاحموا من بها من بكر بن وائل وتميم، وقاسموهم المواطن، والنسبة إليهم عبدي، ومنهم من ينسب إليهم عبدي قيسي، وبعضهم يقول عبقسي.
ومن عبد القيس هؤلاء الأشج الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة».
ومن جديلة أيضاً بنو النمر بفتح النون وكسر الميم وهم بنو النمر ابن قاسط بن هنب بن دعمي بن جديلة. قال في العبر: وديارهم رأس العين من أعمال الجزيرة الفراتية.
ومن جديلة أيضاً بنو وائل بالياء المثناة تحت وهم بنو وائل بن قاسط ابن هنب بن أفصى، بن دعمي، بن جديلة المقدم ذكره.
ومن وائل بكر بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف. وتغلب بالتاء المثناة في أوله والغين الساكنة المعجمة وكسر اللام وباء موحدة وهم بنو بكر وتغلب ابني وائل المقدم ذكره.
ومن تغلب بن وائل كليب ملك بني وائل الذي قتله جساس، وهاجت بسببه الحرب المعروفة بالبسوس أربعين سنة.
ومن تغلب أقوام بزرع، وبصرى، وبالقريتين منهم نفر.
ومن بكر أقوام بجينين وبلادها، وبالرحبة قوم منهم.
ومن بني تغلب كانت بنو حمدان ملوك حلب قديماً.
ومن بكر بن وائل شيبان، وهم بنو شيبان بن ثعلبة، بن عكابة، بن صعب، بن علي، بن بكر.
ومن بني شيبان هؤلاء مرة وابنه جساس قاتل كليب المذكور. ومنهم طرفة بن العبد الشاعر.
ومن بني شيبان أيضاًُ سدوس بفتح السين المهملة في أوله وسين ثانية في آخره وهم بنو سدوس بن ذهل بن شيبان.
ومن بكر بن وائل أيضاً بنو حينيفة رهط مسلمة الكذاب الذي تنبأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل في خلافة الصديق رضي الله عنه، وهم بنو حنيفة بن لحيم. بن صعب، بن علي بن بكر، بن وائل.
ومن بكر أبضاً بنو عجل، بن لجيم، بن صعب، بن علي، بن بكر، بن وائل. قال في العبر: وكانت منازلهم من اليمامة إلى البصرة؛ قال ثم خلفهم الآن في تلك البلاد بنو عامر المنتفق، بن عقيل، بن عامر، بن صعصعة. وذكر الحمداني أن بلادهم في زمانه الجزيرة من بلاد حلب وأنه كان لهم دولة بالعراق.
وأما ضبيعة بن ربيعة فبضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة تصغير ضبعة وهي قبيلة لم تكثر بطونها. ومنهم المتلمس الشاعر الباهلي المشهور.
الأصل الثاني: مضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وهو مضر بن نزار المقدم ذكره، ويعرف بمضر الحمراء: لأن أباه أوصى له من ماله بالذهب وما في معناه؛ وهي قبيلة عظيمة إلا أن أكثرها اندرج فيما بعدها لكونها على عمود النسب، وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بنابلس من بلاد الشام بقية من مضر، وبالرحبة رجال منهم، وله على حاشية عمود النسب فرع واحد قد جمع عدة قبائل وهو قيس وقد اختلف في نسبه فقيل قيس بن عيلان بالعين المهملة واسمه الناس بالنون ابن مضر؛ وقيل هو قيس بن مضر لصلبه، وعيلان المضاف إليه قيل فرسه وقيل كلبه. قال صاحب حماه: وجعل الله تعالى لقيس من الكثرة أمراً عظيماً، ولكثرة بطونه غلب على سائر العدنانية حتى جعل في المثل في مقابل عرب اليمن قاطبة فيقال قيس ويمن.
فمن قبائل قيس هوازن، وهم بنو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، وهم الذين أغار عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسباهم.
ومن هوازن بنو سعد الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضيعاً فيهم، وهم بنو سعد بن بكر بن هوازن. قال في العبر: وقد افترق بنو سعد هؤلاء في الإسلام ولم يبق لهم حي فيطرق غلا أن منهم فرقة بإفريقية من بلاد المغرب بنواحي باجة يعسكرون مع جند السلطان.
وقد ذكر ابن خلكان أن شاور السعدي وزير العاضد الفاطمي خليفة مصر منهم وإن كان الحمداني قد ذكر أنه من سعد جذام من القحطانية بالشرقية من الديار المصرية على ما سبق ذكره هناك.
ومن هوازن أيضاً بنو عامر بن صعصعة، وهم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن؛ وإليهم ينسب مجنون بني عامر الشاعر الذي كان يشبب بليلى. ومن بني عامر بن صعصعة بنو كلاب، وهم بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة. قال في العبر: وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة، وكانت ديارهم حمى ضرية وهو حمى كليب، وحمى الربذة في جهات المدينة النبوية، وفدك والعوالي؛ ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملكوا حلب ونواحيها، وكثيراً من مدن الشام، ثم ضعفوا. قال: وهم الآن تحت خفارة الأمراء من آل ربيعة من عرب الشام.
وذكر في مسالك الأبصار أنهم ينسبون إلى عبد الوهاب المذكور في سيرة البطال وذكر أن اسمه عبد الوهاب بن نوبخت.
ثم قال: وهم بأطراف حلب، وهم عرب غز يتكلمون بالتركية، ويركبون الأكاديش. ولهم غارات عظيمة؛ وأبناء الروم وبناتهم لا يزالون يباعون من سباياهم. وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بحلب وبلادها طائفة من بني كلاب.
ومن بني عامر بن صعصعة أيضاً بنو هلال وهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة. قال الحمداني: وكان لهم بلاد صعيد مصر كلها؛ وذكرهم ابن سعيد في عرب برقة، وقال منازلهم فيما بين مصر وإفريقية. قال في العبر: وكانت رياستهم أيام الحاكم العبيدي لماضي بن مقرب. ولما بايعوا لأبي ركوة بالمغرب وقتله الحاكم، سلط عليهم الجيوش والعرب فأفناهم؛ وانتقل من بقي منهم إلى المغرب الأقصى فهم مع بني جشم هناك. وذكر الحمداني أن بحلب طائفة منه ثم صار لهم بلاد أسوان وما تحتها. ثم قال: وبإخميم منهم بنو قرة، إلى عيذاب، وبساقية قلت منهم بنو عمرو وبطونهم، وهم بنو رفاعة وبنو حجير وبنو عزيز: وبأصفون وإسنا منهم بنو عقبة، وبنو جميلة.
ومن بني هلال حرب فيما ذكره ابن سعيد. قال الحمداني: وهم ثلاث بطون: بنو مسروح، وبنو سالم، وبنو عبيد الله. قال: ومساكنهم الحجاز ومن حرب زبيد الحجاز فيما ذكره الحمداني. وذكر أن منهم بني عمرو ثم قال: ومن بني عامر نمير بن عامر بن صعصعة. قال في العبر: وكانت منازلهم الجزيرة الفراتية والشام بعدوتي الفرات. قال وهم إحدى جمرات العرب، وكان لهم كثرة وعدة في الجاهلية والإسلام، ودخلوا الجزيرة الفراتية وملكوا حران وغيرها. ثم غلبهم عليها خلفاء بني العباس أيام المعتز بالله فهلكوا بعد ذلك وبادوا.
ون بني عامر بن صعصعة أيضاً بنو عقيل بضم العين المهملة وفتح القاف وهم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال في العبر: وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم القبائل هناك بنو عقيل هؤلاء؛ وبنو تغلب وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والغلب بنو تغلب، ثم اجتمع بنو عقيل وبنو تغلب على بني سليم فأخرجوهم من البحرين، ثم اختلف بنو عقيل وبنو تغلب بعد مدة فغلب بنو تغلب على بني عقيل فطردوهم عن البحرين، فساروا إلى العراق، وملكوا الكوفة والبلاد الغراتية وتغلبوا على الجزيرة والموصل، وملكوا تلك البلاد؛ وكان منهم المقلد وقرواش وقريش وابنه مسلم ملوك الموصل، وبقيت بأيديهم حتى غلبهم عليها ملوك بني سلجوق، فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولاً، فوجدوا بني تغلب قد ضعف أمرهم فغلبوهم على البحرين، وصار الأمر بالبحرين لبني عقيل.
ومن بني عقيل هؤلاء آل عامر، وهم بنو عامر بن عقيل المذكور، وهم الذين بيدهم بلاد البحرين. قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين فقالوا: المملكة بها لبني عامر بن عقيل، وبنو تغلب من جملة رعاياهم؛ على أن الحمداني قد وهم فقال: وهم غير عامر المنتفق، وعامر بن صعصعة، وتبعه على ذلك في مسالك الأبصار. وقد ذكر في مسالك الأبصار، أن بحلب وبلادها طائفة من بني عقيل.
ومن بني عقيل أيضاً بنو عبادة بضم العين المهملة وبالباء الموحدة والدال المهملة. وهم بنو عبادة بن عقيل. قال ابن سعيد: ومنازلهم بالجزيرة الفراتية مما يلي العراق لهم عدد وكثرة. قال: ومنهم الآن بقية بين الخازر والزاب، يقال لهم عرب شرف الدولة في تجمل وعدد، ولهم إحسان من صاحب الموصل. ثم قال: وهم عدد قليل نحو المائة فارس.
ومن بني عقيل أيضاً خفاجة بفتح الخاء المعجمة وفتح الفاء وجيم مفتوحة بعد الألف وهاء في الآخر، وهم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل، وفيهم الإمرة بالعراق إلى الآن.
ومن بطون هوازن أيضاً بنو جشم بضم الجيم وفتح الشين المعجمة وميم في الآخر، وهم بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن. قال في العبر: وكانت مساكنهم بالسروات، وهي تلال تفصل بين تهامة ونجد، متصلة من البحرين إلى الشام كسروات الجبل. قال: وسروات جشم متصلة بسراة هذيل. ثم قال: وقد انتقل بعضهم إلى المغرب، وهم الآن به، ولم يبق بالسراة منهم إلا من ليس له صولة. قال صاحب حماه: ومن جشم هؤلاء دريد ابن الصمة.
ومن بطون هوازن أيضاً ثقيف بفتح الثاء المثلثة وكسر القاف وسكون الياء وفاء في الآخر، وهم رهط الحجاج بن يوسف: وهم بنو ثقيف واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن؛ ويقال إنهم من إياد بن نزار المقدم ذكره. وعن بعض النسابة أن ثقيفاً من بقايا ثمود، وكان الحجاج ينكره ويقول كذبوا، قال الله تعالى: {وثمود فما أبقى} أي أهلكهم ولم يبق منهم أحداً. قال في العبر: وثقيف بطن واسع، وكانت منازلهم بالطائف: وهي مدينة من أرض نجد على مرحلتين من مكة في شرقيها وشمالها كانت في القديم للعمالقة، ثم نزلها ثمود قبل وادي القرى، ويقال إن الذي سكنها بعد العمالقة عدوان، ثم غلبهم عليها ثقيف فهي الآن دارهم.
ومن قبائل قيس أيضاً باهلة، وهم بنو سعد مناة بن مالك بن أعصر، واسمه منبه بن سعد بن قيس عيلان، وجعلهم في العبر بني مالك بن أعصر. وباهلة أم سعد مناة عرفوا بها: وهي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج، منهم أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن قبائل قيس بنو مازن، وهم بنو مازن بن منصور بن خصفة بن قيس عليلان. قال في العبر: وعددهم قليل.
ومن قبائل قيس أيضاً بنو غطفان بن قيس عيلان. قال في العبر: وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون. قال: وكانت منازلهم مما يلي وادي القرى وجبلي طيء: أجإ وسلمى، ثم تفرقوا في الفتوحات الإسلامية، واستولى على مواطنهم هناك قبائل طيء.
ومن بطون غطفان بنو عبس بفتح العين وسكون الباء الموحدة وسين مهملة في الآخر وهم بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان. منهم زهير ابن قيس صاحب حرب داحس والغبراء، وهما فرسان كانت إحداهما وهي داحس لعبس، والأخرى وهي الغبراء لفزارة فأجريتا فوقع الحرب بسببهما.
ومن عبس هؤلاء عنترة بن شداد الشاعر الفارس المشهور.
ون غطفان أشجع بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الجيم وعين مهلمة في الآخر وهم بنو أشجع بن ريث بن غطفان. قال في العبر: وكانوا هم عرب المدينة النبويرة، وكان سيدهم معقل بن سنان الصحابي. قال: ولم يبق أحد منهم بنجد إلا بقايا حول المدينة. ثم قال: وبالمغرب الأقصى منهم حي عظيم يظعنون مع عرب معقل بجهات سجلماسة ولهم عدد وذكر.
ومن غطفان أيضاً ذبيان، قال الجوهري: بكسر الذال يعني المعجمة وضمها، وهم بنو ذبيان بن ريث بن غطفان ومنهم النابغة الذبياني الشاعر المشهور.
ومن ذبيان فزرة بفتح الفاء والزاي والراء المهملة وهاء في الآخر وهم بنو فزارة بن ذبيان. قال في العبر: وكانت فزارة بنجد ووادي القرى، فلم يبق منهم بنجد أحد ونزل جيرانهم من طيئ مكانهم. وذكر أن بأرض برقة إلى طرابلس الغرب منهم قبائل: رواحة، وهيت، وفزان. قال: وبإفريقية والمغرب منهم الآن أحياء كثيرة، اختلطوا مع أهله يحتاج المعقل من عرب المغرب الأقصى إلى الاستظهار بهم. قال: ومنهم مع سليم بإفريقية طائفة أخرى أحلاف لأولاد أبي الليل من شعوب بني سليم، يستظهرون بهم في مواقف الحرب، ويقيمونهم لأنفسهم مقام الوزراء للملوك. ثم قال: وفي برقة ببلاد هيت جماعة منهم نازلون بها، ومنهم طائفة بصرحاء المغرب. قال الحمداني: ومنهم بالديار المصرية جماعة بالصعيد، وجماعة بضواحي القاهرة في قليوب وما حولها، وبهم عرفت القرية المسماة بخراب فزارة هناك. ومن فزارة بنو مازن، وبنو بدر؛ فأما بنو مازن فهم بنو مازن بن فزارة، وأما بنو بدر فهم بنو بدر بن عدي بن فزارة: قال في العبر: وفيهم كانت رياسة بني فزارة في الجاهلية، يرأسون جميع عطفان وتدين لهم قيس وإخوانهم بنو ثعلبة بن عدي؛ ومنهم كان حذيفة بن بدر صاحب الفرس المعروفة بالغبراء المقدم ذكرها؛ ومن بني بدر هؤلاء وبني عمهم بني مازن جماعة بالقيلوبية من الديار المصرية.
قلت: وبنو بدر هم قبيلتنا التي إليها نعتزي، وفيها ننتسب؛ وأهل بلدتنا قلقشندة نصفهم من بني بدر ونصفهم من بني مازن.
ومن قبائل قيس أيضاً بنو سليم بضم السين وفتح اللام وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. قال الحمداني: وهم أكبر قبائل قيس. وكان لسليم من الولد بهتة بضم الباء الموحدة في أوله وفتح المثناة بعد الهاء ومنه جميع أولاده. قال في العبر: وكانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر.
ومن منازلهم حرة سليم، وحرة النار بين وادي القرى وتيما. قال: وليس لهم الآن بنجد عدد ولا بقية. ثم قال: وبإفريقية منهم حي عظيم، وقد تقدم أنه كان منهم جماعة بالبحرين فغلبهم عليها بنو عقيل بن كعب وبنو تغلب. وقال الحمداني: ومساكنهم برقة مما يلي المغرب ومما يلي مصر. قال: وفيهم الأبطال الأنجاد، والخيل الجياد. قال في العبر: وقد استولوا على برقة، وهي إقليم طويل واسع الأطراف، وخربوا مدنه، ولم يتركوا بها ولاية ولا إمرة إلا لمشايخهم. قال في مسالك الأبصار: والإمرة الآن فيهم في بني عزاز، وهي الآن في زماننا لبني عريف.
ومن سليم هؤلاء لبيد ببرقة؛ وهم بطون كثيرة العدد.
ومن قبائل قيس عدوان بفتح العين وسكون الدال المهملتين نون في الآخر، وهم بنو عدوان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان. قال أبو عبيد: وسمي عدوان لأنه عدا على أخيه فهم فقتله. قال في العبر: وهم بطن متسع، وكانت منازلهم بالطائف من أرض نجد نزلوها بعد إياد والعمالقة، ثم غلبهم عليها ثقيف، فخرجوا إلى تهامة. وبأفريقية الآن منهم أحياء بادية. وقد عد الحمداني عدوان من عرب برية الحجاز من أحلاف آل فضل من عرب الشام، فيحتمل أنهم هؤلاء وأنهم غيرهم.
الأصل الثالث: إلياس بكسر الهمزة وسكون اللام وفتح الياء المثناة تحت وسين بعد الألف، وهو إلياس بن مضر المقدم ذكره، وكانت تحته خندف بكسر الخاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وفاء في الآخر وهي خندف بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، فعرف بنوه بها فقيل لهم خندف: لأن زوجها إلياس رآها يوماً تمشي، فقال لها: مالك تخندفين؟ والخندفة أن يقلب ظهر قدمه إلى الأرض عند مشيه. وله فرعان على حاشية عمود النسب:؟الفرع الأول: طابخة بفتح الطاء المهملة وكسر الباء الموحدة بعد الألف وفتح الخاء المعجمة وهاء في الآخر، وهم بنو طابخة، واسمه عمرو ابن إلياس بن مضر، وسمي طابخة لأنه كان هو وأخوه مدركة الآتي ذكره على عمود النسب، وكان اسمه عامراً، في إبل لهما فصاد صيداً وقعد يطبخانه فعدت عادية على إبلهما فاستاقتها، فقال عامر لعمرو: أتدرك الإبل أم تطبخ الصيد؟ فقال عمرو: بل أطبخ الصيد، فلحق عامر الإبل فجاء بها فلما جاءا أباهما أخبراه الخبر، فقال لعامر: أنت مدركة. وقال لعمرو: أنت طابخة فسميا بذلك.
ويتفرع عن طابخة قبائل كثيرة: فمن قبائل طابخة تميم بفتح التاء المثناة فوق وكسر الميم وسكون الياء المثناة تحت وميم في الآخر وهم بنو تميم بن مر بن مراد بن طابخة. قال في العبر: وكانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمامة، وامتدت إلى العذيب من أرض الكوفة، ثم تفرقوا بعد ذلك في الحواضر، ولم يبق منهم بادية، وورث مساكنهم غزية من طيئ وخفاجة من بني عقيل بن كعب.
ومن بطون تميم بنو العنبر، وهم بنو العنبر بن عمرو بن تميم، وإليهم ينسب جديلة بن عبد الله العنبري الصحابي.
ومن بطون تميم بنو حنظلة وضبطة معروف، وهم بنو حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم؛ ويقال لهم حنظلة الأكرمون. قال الجوهري: وهم أكبر قبيلة في تميم.
ومن حنظلة بنو يربوع بفتح الياء المثناة تحت وسكون الراء المهملة وضم الباء الموحدة وسكون الواو وعين مهملة في الآخر، وهم بنو يربوع بن حنظلة.
ومن بني يربوع بنو العنبر بن يربوع، ومنهم سجاح التي تنبأت في زمن مسيلمة الكذاب وهم غير بني العنبر المقدم ذكرهم.
ومن قبائل طابخة بنو ضبة بفتح الضاد المعجمة وتشديد الباء. قال في العبر: وكانت ديارهم بالناحية الشمالية من نجد بجوار بني تميم ثم انتقلوا في الإسلام إلى العراق، وهم الذين قتلوا المتنبي الشاعر.
ومن قبائل طابخة أيضاً مزينة بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح النون وهاء في الآخر، وهم بنو عثمان وأوس، ابني عمرو ابن أد بن طابخة، ومزينة أمهما عرفوا بها؛ وهي مزينة بنت كلب بن وبرة. ومنهم كعب بن زهير ناظم القصيدة المعروفة ببانت سعاد، وإليهم ينسب الإمام إسماعيل بن إبراهيم المزني صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
؟الفرع الثاني: قمعة بفتح القاف والميم والعين المهملة وهاء في الآخر، وهم بنو قمعة بن إلياس بن مضر. قال الجوهري إن أباه سماه قمعة لما انقمع في بيته أي انقهر وذل ولم يشتهر عقبه.
؟الأصل الرابع: مدركة بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر الراء المهلمة وفتح الكاف وهاء في الآخر، وهم بنو مدركة بن إلياس بن مضر، وقد تقدم سبب تسميته مدركة. وله فرع واحد على حاشية عمود النسب وهو هذيل بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة تحت ولام في الآخر، وهم بنو هذيل بن مدركة. وهي قبيلة متسعة لها بطون كثيرة والنسبة إليها هذلي بحذف الياء بعد الذال، وإليهم ينسب عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه.
الأصل الخامس: خزيمة بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح الميم وهاء في الآخر، وهو خزيمة بن مدركة. وله فرعان على حاشية عمود النسب، وهما الهون وأسد.
فأما الهون فبضم الهاء وسكون الواو ونون في الآخر، وهو الهون بن خزيمة، وهي قبيلة مشهورة.
ومن بطون الهون عضد بفتح العين المهملة والضاد المعجمة ودال مهملة في الآخر، وهم بنو عضد بن الهون.
ومن بطون الهون أيضاً الديش بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وشين معجمة في الآخر، وهم بنو الديش بن مليح بن الهون، ويقال لهاتين القبيلتين وهما عضد والديش القارة. قال أبو عبيد: وسموا بذلك لأن الشداخ الليثي أراد أن يفرقهم في بطون كنانة فقال بعضهم: دعونا قارة لا نتفرق فسموا القارة.
وأما أسد وضبطه معروف، فهم بطن كبير متسع، قال في العبر: ومنازلهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طيئ. قال: ويقال إن بلاد طيئ كانت لبني أسد، فلما خرج بنو طيئ من اليمن تغلبوا على أجأ وسملى، وتفرق بنو أسد بسبب ذلك في الأقطار ولم يبق لهم حي. قال ابن سعيد: وبلادهم الآن لطيئ. قال في مسالك الأبصار: وبغسل وما ينضم إليها من بلاد الشام قوم من بني أسد.
ومن بطون أسد الكاهلية، وهم بنو كاهل بن أسد. ومن بطونهم دودان ابن أسد أيضاً.
الأصل السادس: كنانة بكسر الكاف ونون بعدها ألف ثم نون مفتوحة بعدها هاء، وهو كنانة بن خزيمة؛ وهي قبيلة عظيمة اشتهرت على عمود النسب. وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة بالإخميمية من صعيد الديار المصرية يعرفون بكنانة طلحة، وذكر في مسالك الأبصار أن طائفة منهم قدموا الديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رزيك ونزلوا دمياط وما حولها. وله على حاشية عمود النسب خمسة فروع: الفرع الأول: ملكان بفتح الميم وسكون اللام ونون في الآخر، وهم بنو ملكان بن كنانة.
الفرع الثاني: عبد مناة بإضافة عبد إلى مناة بميم مفتوحة بعدها نون، وهم بنو عبد مناة بن كنانة، ولهم عدة بطون: منهم غفار بكسر الغين المعجمة وفتح الفاء وراء بعد الألف، وهم بنو غفار بن عبد مناة بن كنانة، وهم رهط أبي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليهم الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: «غفار غفر الله لها».
ومنهم بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة؛ ومن بكر هؤلاء الدئل. وهم بنو الدئل بن بكر بن عبد مناة؛ وإليهم ينسب أبو الأسود الدؤلي واضح علم النحو بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم بنو الحارث، ويقال فيهم بلحارث؛ وهم بنو الحارث بن عبد مناة.
ومنهم بنو مدلج بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وجيم في الآخر، وهم بنو مدلج بن مرة بن عبد مناة. وفي بني مدلج هؤلاء علم القيافة، وهو إلحاق الإبن بالأب ونحو ذلك بالشبه. ومنهم طائفة الأن بصرخد وحوران من بلاد الشام، وطائفة بالأعمال الغربية من الديار المصرية.
ومنهم بنو ضمرة بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم وفتح الراء المهملة وهاء في الآخر، وهم بنو ضمرة، بن بكر، بن عبد مناة، وإليهم ينسب عمرو بن أمية الضمري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الحمداني أن منهم طائفة بساقية قلتة وما يليها من بلاد إخميم من صعيد مصر.
الفرع الثالث: عمرو بن كنانة، وإليه ينسب العمريون من بني كنانة.
الفرع الرابع: عامر بن كنانة؛ ومنه العامريون من كنانة.
الفرع الخامس: مالك بن كنانة؛ ومن عقبه بنو فراس، بن غنم، بن ثعلبة، بن الحارث، بن مالك. وفي بني فراس هؤلاء يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض من كان معه: لوددت أن يكون لي بألف منكم سبعة من بني فراس بن غنم. وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة بساقية قلتة وما يليها من الإخميمية بمصر. وذكر الحمداني أيضاً أن من كنانة ابن خزيمة طائفة بصعيد مصر بالأشمونين وما حولها تعرف بكنانة طلحة.
الصنف الثاني من العرب العدنانيين: قريش بضم القاف وفتح الراء المهملة، وهم بنو النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن كنانة وقيل في تمسيته بذلك إنه كان في سفينة ببحر فارس إذ خرجت عليهم دابة عظيمة يقال لها قريش فخافها أهل السفينة على أنفسهم فأخرج سهماً من كنانته ورماها فأثبتها، ثم قربت السفينة منها فأمسكها وقطع رأسها وحملها معه إلى مكة فسمي باسمها. وقيل سمي بنوه بذلك لغلبتهم القبائل وقهرهم إياهم، تشبيهاً بالدابة المقدم ذكرها من حيث إنها تقهر سائر دواب البحر وقيل أخذاً من التقرش، وهو الاجتماع لأن قصيا جمعهم عليه عند ولايته أمر قريش. وقيل لتجارتهم أخذاً من التقرش، وهو التجارة.
ثم لقريش عشرة أصول على عمود النسب: الأصل الأول: فهر بن مالك، ويتفرع عن فهر على حاشية عمود النسب قبيلتان: القبيلة الأولى: بنو الحارث، وهم بنو الحارث بن فهر. ومن بني الحارث هؤلاء بنو الجراح رهط أبي عبيدة بن الجراح، أحد العشرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المقطوع لهم بالجنة.
القبيلة الثانية: بنو محارب بن فهر، المقدم ذكره. منهم الضحاك بن قيس أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأصل الثاني: غالب بن فهر. ويتفرع عنه على حاشية عمود النسب قبيلة واحدة، وهم بنو الأدرم بن لؤي بن غالب، والأدرم هو الناقص الذقن.
الأصل الثالث: لؤي بن غالب. ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاث قبائل: القبيلة الأولى: سعد؛ وهم بنو سعد بن لؤي بن غالب، كان له من الولد عمار، وعماري، ومخزوم، ومن امرأته بنانة بضم الباء الموحدة، وبها يعرفون فيقال لهم بنو بنانة، ومنهم أبو الطفيل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القبيلة الثالثة: بنو عامر؛ وهم بنو عامر بن لؤي، وكان له من الولد حسل وبغيض. ومن ول حسل سهيل بن عمرو الذي عقد الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم، يوم الحديبية لقريش، ومنهم عمرو بن عبد ود العامري فارس العرب الذي قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الأصل الرابع: كعب بن لؤي بن غالب، ويتفرع منه خارجاً عن عمود النسب قبيلتان: القبيلة الأولى هصيص بضم الهاء وفتح الصاد المهلمة وسكون الياء المثناة تحت وصاد مهملة في الآخر. ومن هصيص بنو سهم، منهم عمرو ابن العاص رضي الله عنه؛ وكانت خطة بني سهم بفسطاط مصر حول الجامع العتيق. وقد ذكر الحمداني أن من بني عمرو بن العاص أشتاتاً بالصعيد، ولهم حصة في وقف عمرو على أهله بمصر.
ومنهم بنو جمح بضم الجيم وفتح الميم وحاء مهملة في الآخر، وهم بنو جمح بن هصيص المقدم ذكره؛ ومنهم أمية بن خلف عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر في مسالك الأبصار أن من بني جمح قوماً بأذرعات من بلاد الشام.
القبيلة الثانية: بنو عدي، وهم بنو عدي بن كعب؛ ومنهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسعيد بن زيد أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة، وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله في مسالك الأبصار، أنه وفد من بني عدي جماعة إلى الديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز الفاطمي. ومنهم رجال من بني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومقدمهم خلف بن نصر العمري وأنهم لقوا من الصالح طلائع بن رزيك وافر الإكرام، ونزلوا بالبرلس من سواحل الأعمال الغربية. وذكر أن من العمريين ببلاد الشام فرقة بوادي بني زيد وفرقة بعجلون.
الأصل الخامس: مرة بن كعب، ويتفرع عنه قبيلتان على حاشية عمود السب:
القبيلة الأولى: تيم، وهم بنو تيم بن مرة بن كعب. ومنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وطلحة أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة. وقد ذكر الحمداني أن من بني الصديق رضي الله عنه من بني عبد الرحمن وبني محمد ولدي أبي بكر رضي الله عنه جماعة بالأشمونين والبهنسائية من صعيد مصر. قال الحمداني: وهم ثلاث فرق هم وأقرباؤهم وأطلق على الكل بنو طلحة. فالفرقة الأولى منهم بنو إسحاق، ويقال إن إسحاق ليس أباً لهم وإنما هو إسحاق مكان تحالفوا عنده فسموا به. والفرقة الثانية فضاء طلحة، وهم بطون كثيرة، وأكثرهم أشتات كثيرة في البلاد لا حد لهم. والفرقة الثالثة بنو محمد، وهم بنو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومنازلهم بالبرجين وسفط سكرة، وطحا المدينة من بلاد الأشمونين فيما ذكره الحمداني، وأكثرهم الآن بدهروط من البهنسائية، وخرج منهم جماعة من العلماء على مذهبي الإمامين: مالك والشافعي رضي الله عنهما.
القبيلة الثانية: بنو يقظة، وهم بنو يقظة بن مرة. ومنهم بنو مخزوم بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الزاي وسكون الواو وميم في الآخر، وهم بنو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، وبه اشتهرت القبيلة دون أبيه يقظة لكثرة عقبه دون أبيه. منهم خالد بن الوليد أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو جهل ابن هشام عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه العاص بن هشام، قتلا يوم بدر كافرين، وأخوهما سلمة بن هشام، أسلم وكان من خيار المسلمين. ومنهم سعيد بن المسيب التابعي المشهور. وقد ذكر الحمداني أن من بني مخزوم جماعة بصعيد مصر بالأشمونين وفيهم بأس وشدة. وذكر أيضاً أن منهم خالد حمص وخالد الحجاز. وذكر أن كلا منهم يدعي بنوة خالد بن الوليد رضي الله عنه. ثم قال: وقد أجمع أهل العلم بالنسب على انقراض عقبه. قال ولعلهم من سواه من بني مخزوم فهم أكثر قريش بقية وأشرفهم جاهلية.
الأصل السادس: كلاب بن مرة، ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلة واحدة، وهي زهرة بضم الزاي وسكون الهاء وفتح الراء وهاء في الآخر، وهم بنو زهرة بن كلاب بن مرة قاله أبو عبيد وغيره. وقد ذكر الجوهري أن زهرة اسم امرأة كلاب نسب ولده إليها. منهم سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف كلاهما من العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة ببلاد الأشمونين بصعيد مصر.
الأصل السابع: قصي بني كلاب بن مرة، وكان قصي عظيماً في قريش، وهو الذي جمعهم بعد التفرق، وفي ذلك يقول الشاعر:
أبوكم قصي حين يدعى مجمعا ** به جمع الله القبائل من فهر

وارتجع مفاتيح الكعبة من خزاعة بعد أن كانوا انتزعوها من بني إسماعيل على ما تقدم ذكره. ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلتان: القبيلة الأولى: بنو عبد الدار، وهم بنو عبد الدار بن قصي، وبيد بنيه كانت مفاتيح الكعبة دون سائر بني قصي. وذلك أن قصياً لما أخذ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي، أرسلها مع ابنه عبد الدار هذا إلى البيت وقال: يا بني إسماعيل هذه مفاتيح بيت أبيكم إبراهيم وقد أعادها الله تعالى إليكم. فبقيت بيده من حينئذ. ومن ولده عثمان بن صلحة الحجبي الذي انتزع النبي صلى الله عليه وسلم منه مفاتيح الكعبة عام حجة الوداع حين طلبها منه لتدخل عائشة رضي الله عنها البيت ليلاً فامتنع من ذلك وقال: إن الكعبة لم تفتح ليلاً قط فأنزل الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} فأعادها إليه وقال: «هي فيكم إلى يوم القيامة». وقد ذكر في المسالك أن بحماه أقواماً من بني عبد الدار.
ومن بني عبد الدار بنو شيبة بن عثمان المقدم ذكره ابن طلحة، بن أبي طلحة، بن عبد العزى، بن عثمان، بن عبد الدار، وهم حجبة الكعبة، ومفاتيحها بيدهم إلى الآن. وقد ذكر الحمداني أن من بني شيبة هؤلاء قوماً بصعيد مصر بسفط وما يليها من بلاد البهنسائية يعرفون بجماعة نهار.
القبيلة الثانية: بنو عبد العزى، وهو عبد العزى بن قصي، منهم هبار بن الأسود كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم فحسن إسلامه ومدحه.
ومن بني عبد العزى هؤلاء بنو أسد، وهم بنو أسد بن عبد العزى المقدم ذكره.
ومن بني أسد هؤلاء الزبير بن العوام، أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم خديجة أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وورقة بن نوفل الذي أتته خديجة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، في ابتداء النبوة حين جاءه الملك بحراء. وقد ذكر الحمداني من بني الزبير طائفة بصعيد مصر ببلاد البهنسا وما يليها. فمن ولد عبد الله بن الزبير بنو بدر، وبنو مصلح، وبنو رمضان.
ومن بني مصعب بن الزبير جماعة يعرفون بجماعة محمد بن وراق. ومن ولد عروة بن الزبير بنو غين.
الأصل الثامن: عبد مناف بن قصي، ولبني عبد مناف في قريش النسب الصميم، والحسب الكريم، وإلى هذا أشار أبو طالب بقوله:
إذا افتخرت يوماً قريش بمفخر ** فعبد مناف أصلها وصميمها

ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاثة قبائل.
القبيلة الأول: بنو عبد شمس بن عبد مناف. ومن عبد شمس بنو أمية؛ وهم بنو أمية الأكبر وأمية الأصغر ابني عبد شمس بن عبد مناف.
فأما أمية الأكبر، فكان له عشرة أولاد: أربعة يسمون الأياص؛ وهم العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص، وستة يسمون العنابس، وهم حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو.
ومن بني أمية الأكبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب، والحكم بن العاص. ومن ولده كانت المراونة خلفاء بني أمية.
وأما أمية الأصغر فيقال لأولاده العبلات، ومن عقب أمية الأصغر الثريا بنت عبد الله بن الحارث بن أمية، التي كان يشبب بها عمر بن أبي ربيعة، وكان تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، وفيهما يقول عمر بن أبي ربيعة:
أيها المنحك الثريا سهيلاً ** عمرك الله كيف يلتقيان

هي شأمية إذا ما استقلت ** وسهيل إذا استقل يماني

وقد أختلف في النسبة إلى أمية على مذهبين، أحدهما أنه أموي بضم الهمزة جرياً على اللفظ في أمية، وإليه يميل كلام الشيخ أثير الدين أبي حيان في شرح التسهيل، الثاني أنه ينسب إليها أموي بفتحها لأن أمية تصغير أمة فإذا نسبت رددته إلى أصله وعليه اقتصر الجوهري.
القبيلة الثانية: نوفل، وهم بنو نوفل بن عبد مناف، ومنهم نافع بن طريب بن عمرو بن نوفل الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان نوفل وعبد شمس متآلفين فجرى بنوهما على ذلك.
القبيلة الثالثة: بنو المطلب، وهم بنو المطلب بن عبد مناف، وكان المطلب متآلفاً مع أخيه هاشم بن عبد مناف المقدم ذكره فجرى بنوهما على ذلك، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لم يفترق هاشم والمطلب في جاهلية ولا إسلام». ومن بني المطلب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
الأصل التاسع: هاشم بن عبد مناف، واسمه عمرو، وسمي هاشماً لهشمه الثريد أيام المجاعة؛ وفي ذلك يقول الشاعر:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ** ورجال مكة مسنتون عجاف

وانتهت إليه سيادة قريش. وكان له على حاشية عمود النسب أربعة أولاد. وهم: نضلة، وأسد، وصيفي، وأبو صيفي، ولم يشتهروا كل الأشتهار.
الأصل العاشر: عبد المطلب بن هاشم، وكان له اثنا عشر ولداً: عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طالب، والزبير، وعبد الكعبة، والعباس، وضرار، وحمزة، وحجل، وأبو لهب، وقثم، والغيداق الملقب بالمقوم، والحارث أعمام النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف في العدد فيهم. قال أبو عبيد: والعقب منهم لستة: حمزة، والعباس رضي الله عنهما، وأبو لهب، وأبو المطلب، والحارث وعبد الله.
فأما عبد الله فمن ولده النبي صلى الله عليه وسلم، خلاصة الوجود، وزبدة العالم. وأما العباس فمن ولده الخلفاء من زمن أبي العباس السفاح الأول خلفائهم وهلم جرا إلى المستعين بن المتوكل خليفة العصر. وأما حمزة فقد ذكر ابن حزم وغيره أن عقبه انقرض. وأما أبو طالب فله ثلاثة أولاد، وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وجعفر، وعقيل، فمن ولد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الحسن والحسين عليهما السلام، من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقبهما قد ملأ الشرق والغرب، وقد ذكر الحمداني أن منهم بصعيد مصر جماعة من الجعافرة بني جعفر الصادق من ولد الحسين بن علي وقال مسكنهم من بحري منفلوط إلى سملوط غرباً وشرقاً، وعد من بطونهم الحيادرة، وهم أنولاد حيدرة، والسلاطنة، وهم أولاد أبي جحيش، وذكر أنه كان منهم الشريف حصن الدين بن تغلب صاحب دروة سربام من الأشمونين، وبه عرفت بدروة الشريف، وكان قد سمت نفسه إلى الملك في أواخر الدولة الأيوبية وبقي حتى ملك الظاهر بيبرس، فأعمل له غوائل الغدر حتى قبض عليه وشنقه بالإسكندرية. قال ومن بني الحسين قوم بحرجة منفلوط، وببني الحسين هؤلاء تعرف القرية المسماة ببني الحسين. وفي أسيوط جماعة من أولاد جعفر الصادق يعرفون بأولاد الشريف قاسم. وذكر في مسالك الأبصار أن بسلمية وحلب وبلادهما جماعة من بني الحسين.
ومن ولد جعفر بن أبي طالب أقوام ببلاد الشام بوادي بني زيد، وبصرخد وبلادها جماعة من عامر بن هلال، يدعون أنهم من بني جعفر بن أبي طالب أيضاً. وفي بعض قرى أذرعات قوم يدعون أنهم منهم. وأما الحارث وأبو لهب فقد ذكر في العبر أن لهما عقباً موجوداً ولم يصرح بمحله.
الضرب الثالث من العرب الموجودين المتردد في عروبتهم:
وهم البربر بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما راء مهملة ساكنة وراء مهملة في الآخر. قال الجوهري: ويقال فيهم البرابرة والهاء للعجمة والنسب ولا يمتنع حذفها. وقد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب، ثم اختلف في ذلك فقيل أوزاع من اليمن، وقيل من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل العرم قاله المسعودي، وقيل خلفهم أبرهة ذو المنار أحد تبابعة اليمن حين غزا المغرب؛ وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبإ بعث سرية ن بنيه إلى المغرب ليعمروه، فنزلوا وتناسلوا فيه؛ وقيل من لخم وجذام، كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر فمنعهم ملوكها من نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه؛ وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن إبراهيم الخليل عليه السلام. وذكر الحمداني أنهم من ولد بربر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام، وأنه ارتكب ذنباً فقال له أبوه البر البر اذهب يا بر فما أنت ببر، وقيل هم من ولد بربر بن كسلاجيم بن حام بن نوح، وقيل من ولد ثميلا بن ماراب بن عمرو بن علماق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح؛ وقيل أخلاط من كنعان والعماليق، وقيل من حمير ومصر والقبط؛ وقيل من ولد جالوت ملك بني إسرائيل، وإنه لما قتله داود تفرقوا في البلاد فلما غزا أفريقش البلاد نقلهم من سواحل الشام إلى المغرب، وهو الذي رجحه صاحب العبر. وبالجملة فأكثر الأقوال جانحة إلى أنهم من العرب وإن لم نتحقق من أي عرب هم، وهم قبائل متشعبة وبطون متفرقة، وأكثرهم ببلاد المغرب، وبديار مصر منهم طائفة عظيمة، قال في العبر: وهي على كثرتها راجعة إلى أصلين لا تخرج عنهما: أحدهما البرانس، وهم بنو برنس ابن بربر. والثاني البتر، وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر. وبعضهم يقول إنهم يرجعون إلى سبعة أصول. وهي: اردواحة. ومصمودة، وأوربة، وعجية، وكتامة، وصنهاجة، وأوريغة. وزاد بعضهم لمطة، وهسكورة، وكزولة. وقد ذكر صاحب العبر منهم الجم الغفير، والذي تدعو الحاجة إلى ذكره من ذلك طائفتان.
الطائفة الأولى: الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة إليهم، وهم ثلاث قبائل: القبيلة الأولى: الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة إليهم، وهم ثلاث قبائل:
القبيلة الأولى: مصمودة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال المهملة وهاء في الآخر وهم بنو مصمودة بن برنس بن بربر. قال في العبر: وهم أكبر قبائل البربر، وأكثرهم عدداً. وأوسعهم شعوباً ومنهم الموحدون أصحاب المهدي بن تومرت القائم بقاياهم بأفريقية إلى الآن.
ومن مصمودة هنتاتة بفتح الهاء وإسكان النون وفتح التاء المثناة فوق وبعدها ألف ثم تاء ثانية مفتوحة وهاء في الآخر، ومنهم أبو حفص أحد أصحاب المهدي بن تومرت المقدم ذكره، وهو الذي ينسب إليه الحفصيون ملوك إفريقية القائمون بتونس إلى الآن على ما سيأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك.
القبيلة الثانية: زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر، وهم بطن من البتر بن البربر. قال في العبر: واسم زناتة جانا بالجيم ويقال شانا بالشين، ابن يحيى، بن صولات، بن ورساك، بن ضري، بن رحيك، بن مادغش، بن بربر. ونقل ابن حزم عن بعضهم أن ضري، بن شقعو، بن تبدواد، بن ثملا، بن مادغش، بن هوك؛ بن برسق، بن كداد، بن مازيغ، بن هراك، بن هريك، بن بدا، بن بديان، بن كنعان، ابن حام، بن نوح عليه السلام. وقيل: جانا بن يحيى، بن ضريس، بن جالوت، بن هريك، بن جديلات، بن جالود، بن رديلات، بن عصي، بن بادين، بن رحيك، بن مادغش الأبتر، بن قيس عيلان، وحينئذ تكون من العرب العدنانية. وقيل: جالوت، بن جالود، بن ديال، بن قحطان، بن فارس فتكون من الفرس. قال في العبر: وتزعم نسابة زناتة الآن أنهم من حمير من التبايعة فيكونون من القحطانية؛ وبعضهم يقول إنهم من العمالقة. وقد تقدم عددهم في العرب.
ومن زنانة بنو مرين بفتح الميم وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر وهم بنو مرين، بن ورتاجن، بن ماخوخ، بن وجريج، بن فاتن، بن بدر، بن يحفت، بن عبد الله، بن زرتبيص، بن المعز، بن إبراهيم، بن رحيلك، بن واشين، بن نصبين، بن سرا، بن أحيا، بن ورسيك، بن أديت، بن جانا، وهو زناتة.
ومن بني مرين هؤلاء بنو عبد الحق ملوك فاس القائمون بها إلى الآن على ما يأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك إن شاء الله.
ومن زناتة أيضاً بنو عبد الواد ملوك تلمسان من المغرب الأوسط القائمون بها إلى الآن.
القبيلة الثالثة: صنهاجة بفتح الصاد المهملة وسكون النون وفتح الهاء وألف بعدها جيم مفتوحة وهاء في الآخر، وهم بنو صنهاجة، بن برنس، بن بربر. وقيل صنهاج، بن أوريغ، بن برنس، بن بربر. ويقال إنهم من حمير من عرب اليمن قاله ابن الكلبي والطبري والبيهقي والمسعودي وعبد العزيز الجرجاني.
وحكى ابن حزم: أن صنهاج إنما هو ابن امرأة اسمها بصلى وليس له أب معروف وأنها تزوجت بأوريغ، وهو معها، فولدت له هوارة، فكان صنهاج أخا هوارة لأمه.
ومن صنهاجة لمتونة بفتح اللام وسكون الميم وضم التاء المثناة فوق وفتح النون وهاء في الآخر؛ ومن لمتونة ملوك المرابطين الذين كان منهم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين باني مدينة مراكش من الغرب الأقصى، وهم الذين انقرض ملكهم بدولة الموحدين.
الطائفة الثانية: الذين منهم بالديار المصرية. قال في العبر: وهم قبيلتان: القبيلة الأولى: هوارة بفتح الهاء وتشديد الواو وفتح الراء المهملة بعد الألف وهاء في الآخر، وهم بنو هوارة بن أوريغ، بن برنس، بن بربر. وذكر الحمداني أنهم من ولد بر، بن قيذار، بن إسماعيل عليه السلام. قال في العبر: ونسابتهم يقولون إنهم من عرب اليمن: فتارة يقولون إنهم من عاملة إحدى بطون قضاعة، وتارة يقولون إنهم من ولد المسور، بن السكاسك، بن وائل، بن حمير، وتارة يقولون من ولد السكاسك، بن أشرس، بن كندة، فيقولون هوار، بن أوريغ، بن حيور، بن المثنى، بن المسور، وقد عد الحمداني من بطونهم بالديار المصرية بني مجريش، وبني أسرات، وبني قطران، وبني كريب، ولكنهم الآن قد اتسعت بطونهم، وكثرت شعوبهم، وصار لهم بطون كثيرة.
منها بنو محمد، وأولاد مأمن، وبندار، والعرايا، والشللة، وأشحوم، وأولاد مؤمنين، والروابع، والروكة، والبروكية، والبهاليل، والأصابغة، والدناجلة، والمواسية والبلازد، والصوامع، والسدادرة، والزيانية، والخيافشة، والطردة. والأهلة، وزلتين، وأسلين، وبنو قمير، والتيه، والتبابعة، والغنائم، وفزارة، والعبابدة، وساورة، وغلبان، وحديد. والسبعة. وذكر في مسالك الأبصار أن لهم بالديار المصرية البحيرة، ومن الإسكندرية غرباً إلى العقبة الكبيرة، ولم يزل الأمر على ما ذكره إلى آخر المائة الثامنة في الدولة الظاهرية الشهيدية يرقوق فغلبهم على البحيرة زنارة وحلفاؤهم من بقية عرب البحيرة، فخرجوا عنها إلى صعيد مصر، ونزلوا به بالأعمال الإخميمية في جرجا وما حولها. ثم قوي أمرهم، واشتد بأسهم، وكثر جمعهم، حتى انتشروا في معظم الوجه القبلي فيما بين أعمال قوص، وغلى غربي الأعمال البهنسائية، وأقطعوا بها الإقطاعات، وصارت الإمرة في بلاد إخميم لأولاد عمر، وفي أعمال البهنسا وما حولها لأولاد غريب، والأمر على ذلك إلى الآن.
القبيلة الثانية: لواثة بفتح اللام والواو والثاء المثلثة وهاء في الآخر، قال الحمداني: ويقال لواثا بالألف، وهم بنو لواثا الأصغر، بن لواثا الأكبر، ابن رحيك، بن مادغش الأبتر، بن بربر. قال الحمداني: وهم يقولون إنهم من قيس من غطفان، بن سعد، بن قيس عيلان. وذكر عن بعض النسابين أنهم من ولد بر، بن قيذار، بن إسماعيل عليه السلام، وأنه تزوج امرأة من العماليق فولدت له أولاداً منهم لواثة.
وحكى ابن حزم عن بعض النسابة: أن لواثة من القبط، ثم قال: وليس بصحيح. قال الحمداني: ولهم بمصر بطون كثيرة، ومنهم بنو بلار، وجد وخاص، وبنو مجدول، وبنو جديدي، وقطوفة، وبركين، ومالوا ومزورة. قال: وبنو جديدي تجمع أولاد قريش، وأولاد زعازع، وهم أشهر من في الصعيد، وقطوفه تجمع مغاغة وواهلة. وبركين تجمع بني زيد وبني روحين. ومزورة تجمع بني وركان وبني غرواسن. ثم قال: فأما بنو بلار ففرقتان فرقة بالبهنسائية، وهم بنو محمد. وبنو علي، وبنو نزار، ونصف بني شهلان.
وأما الفرقة التي بالجيزية، فبنو مجدول. وسقارة، وبنو أبي كثير، وبنو الحلالس. قال: ويقال لهذه الفرقة جد وخاص، ويقال للأولى البلارية، ومنهم مغاغة، ولهم سملوط إلى الساقية، ولبني بركين قوسنا وما معها إلى بحري طنبدى ولبني جد وخاص الكفور الصولية. وسفط أبو جرجا إلى طنبدى، وإهريت. ومنهم بنو محمد، وبنو علي المقدم ذكرهما، وأمراؤهم بنو زعازع.
وأما مزورة، فبنو وركان، وبنو غرواسن، وبنو جماز، وبنو الحكم، وبنو الوليد، وبنو الحجاج، وبنو الحرمية.
وأما بنو نزار، فمن بني زرية؛ ومنهم نصف بني عامر، والحماسنة، والضباعنة؛ وهم في إمارة بني زعازع. ومنهم أيضاً بنو زيد وأمراؤهم أولاد قريش، ومساكنهم النويرة، وبالجيزة منهم صلامس: عرب البدرشين، وبنو منصور: عرب منية رهينة، وبنو بكم: عرب سقارة، وبنو مجدول، وبنو يرني، وبنو يوسف، وبهم تعرف الكفور الثلاثة المسماة باسمهم. وبالمنوفية منهم بنو يحيى، والسوة، وعبيد، ومصلة، وبنو مختار. ومن لواثة هؤلاء زنارة بضم الزاي وتشديد النون وألف ثم راء مهملة مفتوحة وهاء في الآخر، وهم بنو زنارة من ولد بر، بن قيذار، بن إسماعيل عليه السلام، وقال: إنه أخو هوارة، وأكثر زنارة ببلاد المغرب، ومنهم جماعة بالبحيرة وجماعة بالمنوفية. وقد عد الحمداني من بطونهم بالبحيرة. بني مزديش، وهم مزداشة، وبني حبون، وواكدة، وفرطيطة، وغوجومة، وطازولة، ونفاث، وناطورة، وبني السعوية، ومزداشة، وبني أبي سعيد، وهم عرب بدر بن سلام. ومن لواثة أيضاً مزاتة بضم الميم وفتح الزاي والتاء المثناة فوق وهاء في الآخر، وهم بنو مزاتة، بن لواثة الأصغر، ومنازلهم من البحيرة غرباً إلى العقبة الكبيرة ببرقة.